التخطيط لمواجهة الازمات: رؤية من الداخل
أيهم السليحات
03-03-2023 03:27 PM
نحـن نعـيش فـي عـالم مـن الأزمـات، عـالم الكيانـات والـصراعات الكبـرى، والمـصالح المتعارضـة، فـنحن نعـيش فـي عـالم ذي اتـساع حـضاري، يمتد ويتطور ويترسخ دعائمه وتزداد مصالحه يوماَ بعد يوم وتتعارض، وعلى قدر اتساعها وازديادها وتعارضها، تكون ازماته ذات التنوع والتكاثف بشكل متزايد، ومن هذا المنطلق تنبع أهمية التخطيط اللازمـات فـي محاولـة لتـصنيف وتحليـل وتقيـيم الأزمـات تبعـا لإحتمـال الحدوث وشدة الخطورة ودرجة التحكم من قبل المجتمع وذلـك كلـه بغـرض مواجهـة الأزمـات المحتملـة مـن خـلال تصور للمخاطر التـي يمكـن أن تحـدث نتيجـة التغيـرات البيئيـة أو الأخطـاء البـشرية، ونظـرا لاسـتمرار تواجـد العوامـل المــسببة للأزمــات المختلفــة، فإنــه يجــب إعــداد خطــط للاســتعداد لمواجهــة هــذه الأزمــات ومحاولــة وضــع أســس ومبادئ التنبؤ بها أو الحد من آثارها التدميرية في حالة صعوبة إجراء التنبؤ.
تواجه منظمات عديد من تحديات والصعوبات والازمات والتي لها التاثير مباشر على تحقيق الهدف وتعظيم الارباح والازمات ، فخلال جائحة كورونا واجاهتنا العديد من المشاكل مما ترك اثار سلبية ادت الى نخفض معدل النمو للاقتصاد العالمي، ومن الممكن ان الازمات قد تكون سلبية او ايجابية ويمكن القول انه "من رحم الازمات تخلق الفرص " لذالك ممكن ان تكون الازمة فرصة يجب اقتنصها و ممكن ان تهديدا يجب تجنبه، بعض المنظمات في جائحة كورونا تضررات وافلست واغلقت ولكن بعض المنظمات اقتنصت الفرصة مثلا شركات الادوية والتعقيم وغيرها كانت لديها فرص واقتنصتها .
الأزمـة كنتيجـة مباشـرة للتغيـرات البيئيـة الداخليـة والخارجيـة الـسريعة والمتلاحقة والتي تعمل في إطارها المنظمات سواء كانت إنتاجية أو خدمية، الأمر الذي يترتـب عليـه حـدوث أزمـات تفـرض علـى المنظمـات إدارتهـا بكفـاءة وفعاليـة وبهـدف الحـد مـن نتائجها السلبية والاستفادة من نتائجها الإيجابية، اما المخاطر حدث مستقبلي غير مؤكد حدوثه ويمكن التنبؤ به وتحديده وتوصيفه.
لكن الكارثة هي اضطراب خطير يحدث خلال فترة قصيرة نسبياً يتسبب خسائر مادية وبشرية واقتصادية وبيئية واسعة النطاق مثل زلزال تركيا وسوريا الذي حدث في الفترة الاخيرة .سوف نتحدث عن المخاطر والكوارث في مقالات لاحقه بشكل اوسع .
فإدارة الأزمات نشاط هـادف يقـوم علـى البحـث والحـصول علـى المعلومـات اللازمـة التـي تمكن الإدارة من التنبؤ بأماكن وإتجاهات الأزمة المتوقعـة، وتهيئـة المنـاخ المناسـب للتعامـل معهـا، عـن طريـق إتخـاذ التدابير اللازمة للتحكم في الأزمة المتوقعة والقضاء عليها أو تغيير مسارها لصالح المنظمة.
إن هنـاك خمـس ابعاد تمـر بهـا إدارة الأزمـة للعمـل علـى درء وقوعهـا أو التخفيـف مـن آثارهـا، بـل والقـدرة علـى تحقيق التوازن وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل وقوع الأزمة، وهي على النحو الأتي:
أولا: الإنذار المبكر إكتشاف إشارات الإنذار وعادة ما ترسل الأزمة قبل وقوعها سلسلة من إشارات الإنـذار المبكـر أو الأعـراض التـي تنبـئ باحتمـال وقوعهـا، وتعنـي اكتـشاف إشـارات الإنـذار تـشخيص المؤشـرات والأعراض التي تنبئ بوقوع أزمة ما، والأزمات تحدث عادة بسبب عدم الإنتباه لتلك الإشارات.
ثانياً : الإستعداد والوقاية وتعني التحضيرات المسبقة للتعامل مـع الأزمـة المتوقعـة بقـصد منـع وقوعها أو إقلال آثارها، ويجب أن يتوفر لـدي المنظمـة اسـتعدادات وأسـاليب كافيـة للوقايـة مـن الأزمـات، وقوعها أو إتخفيق من آثارها، ويجب أن يتوفر لـدي المنظمـة اسـتعدادات وأسـاليب كافيـة للوقايـة مـن الأزمـات، محتملة.
ثالثاً :إحتواء الأضرار والحـد منهـا وتعنـي تنفيـذ مـا خطـط لـه فـي مرحلـة الاسـتعداد والوقايـة والحيلولـة دون تفـاقم الأزمـة وانتـشارها، ففـي هـذه المرحلـة يـتم احتـواء الآثـار الناتجـة عـن الأزمـة وعلاجهـا لتقليل الخسائر، فمن المستحيل منع الأزمـات مـن الوقـوع مـا دام أن الميـول التدميريـة تعـد خاصـية طبيعيـة لكافة النظم، وبالتإلى فإن المرحلة التالية في إدارة الأزمات هي الحد من الأضرار ومنعها من الانتشار.
رابعاً :اســتعادة النــشاط يجــب أن يتــوافر للمؤســسة خطــط طويلــة وقــصيرة الأجــل لإعــادة الأوضاع لما كانت عليه قبل الأزمة واستعادة مستويات النشاط، وهذه المرحلة إعادة التوازن، القـدرة علـى إنجـاز فعاليـات مرحلـة إعـادة التـوازن، وهـو جانـب يـستوجب قـدرات فنيـة وإداريـة وإمكانيـات كبيـرة ودعمـا ماليا.
خامساً : التعلم وهـي المرحلـة الأخيـرة وتتـضمن مرحلـة التعلـيم دروسـا هامـة تتعلمهـا المؤسـسة من خبراتها السابقة، وكذلك من خبرات المؤسسات الأخرى التى مرت بأزمـات معينـة يمكـن للمؤسـسة أن تمـر بهـا. ونجـد قليـل مـن المؤسـسات يقـوم بمراجعـة الـدروس الـسابقة للـتعلم مـن الأزمـات التـى حـدثت، فالأمم الرشيدة هي التي لا تلقي بتجاربها المريرة في طي النسيان.
من هنا إدارة الازمات لها اهمية كبيرة في الاردن بتوجيهات من جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني نتيجه للرؤية الملكية السامية انشاء المركز الوطني للأمن وأدارة الازمات ، والتي دعت الى ايجاد حالة من التفاعل والاستجابة لإفرازات البيئة الاستراتيجية وفق منظور مؤسسي يرتكز على مبدأ التنسيق وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة الأزمات المحتملة.
مـن خـلال الطـرح الـسابق يتبـين لنـا الفـرق الـشاسع مـا بـين الإدارة الـسباقة المبـادرة المعتمـدة علـى التخطـيط قبـل حدوث الأزمات والإدارة التي تنتظـر وقـوع الأزمـات لتتعامـل معهـا بمنطـق رد الفعـل كحـال الإدارات العربيـة، فغيـاب عنصري اكتشاف إشارات الإنذار والاستعداد والوقاية يكاد يكون المسيطر على واقع الحالي.
ان طبيعة الحاليـة للإدارة الازمات تتفـق علـى أن المراحـل الخمـسة التـي تمـر بهـا ً الأزمات – يجب أن يكون صانع القرار ملما بأدوات التعامل مع الأزمة حسب مقتـضيات وظـروف كـل مرحلـة حتـي لا يقع فريسة لمسألة التشخيص. ولزيادة قدرته على ارتجال حلول جيدة للأزمات غيـر المـسبوقة، ورغـم الاخـتلاف في وجهات النظر في مراحل تكوين الأزمة فإنـه لا يوجـد اخـتلاف فـي المـضمون وأن متخـذ القـرار ً إذا لم يتمكن من القضاء على الأزمة في المرحلة الأولى فإن الأزمة ستتسع ويصبح متخـذ القـرار مـسئولا عـن وقـوع الأزمة.
فان الحكومة الاردنية لها دور فعال عن باقي الدول العالم في مواجهة الازمات وكيفية التعامل معه وضع الطرق الاحترازية الجيد لتقليل الاثار سلبية والاضرار وكانت الاردن من اوائل البلدان في تطبيق هذا الطرق وهذا ماوجهنا في ازمة كورونا و كان هناك تشاركية بين مؤسسات الدولة مع القطاع الخاص وتعاون المجتمع المحلي لمكافحة الازمة ولتفاديها وكان مثال يحتذى به .
واخيراَ هنالك توصيات الى الحكومة الاردنية لمواجهة الازمات في حال وقوعها يجب عليه وضع طرق التكنولوجيا متطورة لكتشاف اشارات الانذار المبكرة الازمة لتفادي قبل وقوع الازمة خاص في الزلازل والفيضانات وغيرها ، وكذالك تطبيق الادارة السحابية واستخدام افضل الطرق التكنولوجية للتعامل مع الازمة ،وتطوير القطاع الصحي ورفع الطاقة الاستعابية المستشفيات ، وتطوير المنصات التعليمية (التعليم الالكتروني ) وتحسين من تقديم الخدمة للمواطنيين وتطوير البنية التحتية ،وكذالك تطوير كود الاحمال الاردني والقوى المقاوم للزلازل .