هل يشهد آذار تحرك الدبلوماسية العالمية لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية
م. مهند عباس حدادين
03-03-2023 01:17 PM
لقد دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني , ولم تفلح الأسلحة التقليدية في حسم المعركة لأي طرف بشكل كامل , وأدركت الأطراف جميعاً أن مزيداً من التصعيد سيؤدي إلى إتساع كبير في رقعة الحرب لتصبح شاملة وغير تقليدية بإستخدام الأسلحة النووية, والتي قد تنتشر رقعتها لتشمل مناطق خارج أوكرانيا, ناهيك عن الضائقة الإقتصادية العالمية التي عانى منها جميع دول العالم بلا إستثناء, لذلك بدأنا نشهد بوادر للدبلوماسية العالمية لمحاولة تمهيد الطريق للمفاوضات لأطراف الصراع وحلفائهم.
لقد بدأت الدبلوماسية العالمية بالتحرك من خلال الوثيقة الصينية التي نشرتها وزارة الخارجية الصينية الإسبوع الماضي والتي تتضمن 12 نقطة, قالت أنها تحتوي على خطوات لحل الأزمة الروسية – الأوكرانية داعية إلى بدء محادثات السلام ,وعبرت فيها رفضها اللجوء للسلاح النووي.
وبعدها بأيام وبالتحديد بالأمس شهدنا لقاء هام بين وزيري خارجية أمريكيا بلينكن ونظيره الروسي لافروف على هامش إجتماعات مجموعة العشرين في الهند وهو الأول منذ عام , وهذا الإجتماع وُصف للحفاظ على خيوط الإتصال بين أقوى دولتين في العالم, وهو من شأنه أن يمهد لإجتماعات ومشاورات أخرى قد تُفضي إلى صيغ إتفاقات مبدئية للجلوس على طاولة المفاوضات تمهيداً لحل النزاع الروسي- الأوكراني.
وقد تزامن اللقاء السابق لوزيري خارجية البلدين الأمريكي والروسي لقاء آخر بين نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف وممثلين عن الوفد الأمريكي على ضوء مؤتمر نزع السلاح في جنيف, لبحث التعاون في إطار الحد من الأسلحة الهجومية النووية والذي أعلنت روسيا مؤخراً تعليق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت " مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية.
وأخيراً وفي تزامن آخر يلتقي الرئيس الأمريكي بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتز في البيت الأبيض لمناقشة آخر مستجدات الحرب الروسية – الأوكرانية وجميع الوسائل الُمتاحة كخيارات للمرحلى القادمة.
من خلال اللقاءات السابقة بين الرؤساء والمسؤولين من أطراف النزاع والحلفاء لهذ الحرب , وهي ليست محض الصدفة في توقيتاتها, لأن مسار الحرب الحرج والدقيق للفترة القادمة دق ناقوس الخطر عند هذه الدول , لإعطاء مساحة ولو قليلة للدبلوماسية للتحرك من أجل دفع كافة الأطراف للتوافق على أجندة ليتم مناقشتها على طاولة المفاوضات, وخصوصاً أن الجميع يتوقع مزيداً من التصعيد لهذة الحرب في الفترة القادمة .