لا شيء يرضينا وجميعنا غاضبون، وبعضنا باكون وآخرون منا يائسون، واكثرنا قلقون وقليل منا راضون.
ننظر بكل اتجاه كأننا تغيرت من حولنا بوصلة الاتجاه، شرقيون بهويتنا وغربيون بهوانا ولاشرق ولاغرب يهوانا.
نسير بكل اتجاه ونسافر الى اصقاع الدنيا ونحن لم نسافر، لكننا نتحدث عن العالم وكأننا كنا هناك ونؤلف قصصا عن حضاراتهم ومدنية حياتهم ولذة عيشهم وجميل صنيعتهم ورونق انسانيتهم ونمتدح صفاتهم كأننا عشنا بينهم ونحن هنا ٠
نبني قصورا في الهواء دون جد وعناء متكئون على فرشنا او نائمون على سررنا٠
نعيش وسط اكوام من التمنيات والاحلام والاوهام نتخيل الدنيا بألوانها الزاهية، ونرسم صورا للمستقبل الآتِ ونصبح رسامون ونحن لا نعرف الرسم وحتى الكتابة بالخط العربي المقروء ٠
ترى من نحن ؟
نحن نغير ونفصل ونلبس ونقيس دون غرفة للقياس، ونحن لا نلظم خيطا بإبرة ولا نخيط شريطة او رقعة في جواربنا.
ما اجمل قصورنا التي نبنيها في الهواء دون كد او عناء، ما اكثر حديثنا بالعلم دون علم او معرفة بالعلماء!.
بعضنا يفتي ويحلل ويحرم ويجرم ويكفر لمجرد أن اصبح ذا لحية ودشداشة بيضاء ٠
ما أغربنا وأعجبنا واكثر حججنا اذا أردنا ألا نكون هناك او هنا، فقد كنا مرضى وعلى سرير الشفاء او كنا في الدرس ومع الجماعة وبأيدينا اوراق الاجتماعات،لكننا كنا مجتمعين مع انفسنا او في سرتنا ٠
ما أجمل كلامنا وأعذب ألسنتنا وأسوء أفعالنا وأقسى قلوبنا، وهكذا بعضنا او اكثرنا او كلنا ..
من نحن؟
نحن خير أمة أخرجت للناس .. وفينا من لا ضمير ولا احساس...
هذا أتعبنا وأهلكنا وأفنينا أعمارنا نبحث عن أنفسنا او ذاتنا ولا نجدها ٠
كيف نعود اليوم الى انفسنا، ونتنفس بأنفاسنا ولا نحبس انفاس غيرنا؟.
متى نصحو من حلمنا الى علمنا وتستقيم الحياة من حولنا ؟.
دعونا نستيقظ ونسترجع ارواحنا الى اجسادنا لنعرف من نحن ونتعرف على انفسنا لنعرف من نكون ٠
عندما نعود الى صواب سبيلنا ومعرفة اتجاهنا ونمتلك انفسنا نكون نحن هنا ونقول كما قال المتنبي :
الليل والرمح والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم