تعريب قيادة الجيش .. يوم بمقدار زمن
نيفين عبد الهادي
02-03-2023 12:21 AM
في الإعلان عن الوصول، انجاز وتميّز يفوق الإعلان عن الخطوات، ذلك أن الوصول هو التفوّق، وكثيرة هي المحطات التي وصل لها الأردن نحو مجد بات سمة أردنية خاصة، وجعل من هذا البلد صغير المساحة في المنطقة أكبر بلد بالتميّز والانجاز في مختلف المجالات، وبالطبع كل هذا لم يأت هدية الصدفة، إنما جاء بعد جهود وقرارات وسعي لم يتوقف يوما لتقديم الأفضل للأردن وطني الذي لا يشبه في مجده وطنا ولا يشبه في تاريخه تميّزا.
تعريب قيادة الجيش العربي، حدث أردني ينقلك من واقع حضاري ومتطوّر إلى تاريخ عريق ومميز، وجريء، حدث يحكي إنجازا وطنيا، وتفوّقا، حتى وإن قصّرنا في نقل خطوات تحقيقه، ولم تطاوعنا بلاغة مفرداتنا، حديث أردني عربي وطني، في وصفه والحديث عن أهميته نحتاج زمنا كاملا لنمنحه ما يليق به من أهمية.
الأول من آذار، ليس تاريخا عاديا في الأردن، هو ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، والذي استذكر جلالة الملك عبد الله الثاني أمس خلال زيارته للقيادة العامة للقوات المسلحة، «شجاعة قرار جلالة الملك الراحل الحسين وشجاعة الأردنيين، مؤكدا أنها فرصة لتجديد العزيمة لاستكمال مسيرة التحديث ومواجهة التحديات»، نعم هي جرأة وشجاعة، وفرصة لتجديد العزيمة، هي رسالة جلالة الملك في يوم أردني وطني يحكي تاريخا عريقا، وحاضرا عظيما.
جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة، هنأ أمس منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالذكرى السابعة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي التي تصادف في الأول من آذار، وحيا جلالته جهود ضباط وضباط صف وأفراد الجيش العربي والأجهزة الأمنية في جميع مواقعهم، معربا عن اعتزازه بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية الوطن وإنجازاته.
فهو يوم رفاق السلاح الذين منحهم جلالة المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله التعريب بقرار جريء، ليشكّل هذا القرار الجريء بداية للانطلاقة القوية للجيش العربي على وحي من رسالة الثورة العربية الكبرى ونبل رسالتها، وليشكّل نقطة تحوّل في جوهر عمل المنظومة العسكرية وبناء مؤسسة عسكرية وطنية أصبحت اليوم من أعرق وأقوى المؤسسات العسكرية على مستوى عربي ودولي، بجهود وتفاصيل علمية ومعرفة ومواكبة العلوم العسكرية والتكنولوجيا.
يوم بمقدار زمن، يوم نعيش به تاريخا عريقا أخذ به جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال قرارا تاريخيا شجاعا بإجلاء الضباط الإنجليز عن الأردن وتولية قيادة الجيش العربي للضباط الأردنيين، مؤسسا بذلك لحالة عسكرية وطنية أردنية، تمضي بعدها المؤسسة العسكرية بثقة وثبات في قرار تاريخي سيادي، عابرا للزمن، بنجاحات وتميّز وتفوّق، تحيا باستذكار صاحب القرار الجريء رحمه الله، ومعاهدين جلالة الملك عبد الله الثاني أن تبقى هذه المؤسسة درعا للوطن وقائده وتشبثا بالدفاع عن أمن الوطن واستقراره، ونحن كما أراد جلالة الملك نعيش هذه المناسبة بكل فخر، وأن تكون فرصة لتجديد العزيمة.
(الدستور)