تعريف القيم هي مفهوم مجرد ، يعتقد به الفرد او الجماعة او المجتمع او الوطن ، حيث يصبح هذا المفهوم القيمي لدي الجميع من الأركان الأساسية التي يستند إليها الجميع في كل ما يتعلق بأمور حياتهم وتعاملاتهم ، وينعكس على هويتهم في الجوانب المختلفة كالقيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتي تشكل مجتمعة هوية وطنية حقيقية يتحدث فيها لسان حالهم.

إذا كان الفهم الخاص بالقيم الشاملة ذات البعد الإنساني العالمي فان قيمة كالصدق تعتبر قيمة راسخة في كل زمان ومكان ولا تتأثر بالعرق او اللغة أو الدين ولكنها عالمية في وجودها وثباتها.

وهذا المثال المهم في تجسيد قيمة الصدق عند الفرد والمجتمع ، إنما هو واقع عرفناه عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي عرف في الجاهلية بالصادق الأمين ، وهو كذلك عليه الصلاة والسلام .

لكي تترسخ لديك مفهوم القيمة الحقيقية يجب أن يكون هناك اتساقًا لنسق الإنسان بالقيمة فيصبح يعرف بها وتعرف به نعم صحيح هنا تصبح أيها الانسان قيمة تمشي على الارض، هكذا هو المثال الحي الذي ذكرناه عن سيد المرسلين ، كان قيمة تتجسد فيه كل القيم الإنسانية والأخلاقية، هنا أصبح الفرد المتمسك بالقيم الصحيحة أمة تحمل رايات القيم الإنسانية كلها .

إن الأمر المتعلق بهذه المسألة كون القيم تتسم بالبعد الأخلاقي وتعتبر مرجعية للناس في المجتمعات ، عندما يكون هناك إختلاف ، أو تصور مختلف لدي بعض الاطراف عما يجب ان يكون عليه فيكون الجواب الحاسم والفصل بينهم منظومة القيم المعتمدة في مجتمعهم .
إدراك القيم وامتلاكها …

عندما يصبح سلوك المجتمع أو المنظمات بعد تبنيها للقيم وإدراكهم لها هو انعكاس إيجابي يترجمه الفرد والمؤسسات بطريقة علمية تحقق تأثيرًا كبيرًا في المجتمع وتحقق نتائج ايجابية يفخر بها الجميع.

القيم محفوظة….

المجتمعات التي تحترم ما اجتمعت عليه وتبنته في عقدها الاجتماعي ، ودافعت عن هويتها الوطنية والقيم المستندة إليها ، وتصدت لكل من حاول العبث بأمنها القيمي وصدت كل مخربين من الداخل والخارج ، فإنها تحظى بإحترام وتقدير من كل الأمم ، تلك الدول معروفة أنها ذات سيادة على كل شيء وقيمهم تسود في مجتمعهم السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي ، فلا تتغير ولا تتحول وتتلون كلما تغيرت الظروف أو القيادات أو الزعامات في مجتمعاتهم ، فالقيم محفوظة .

المبادئ.. مخطوفة..

في كثير من الناس يبنون مبادئ فكرية لتكون مرجعية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها ، وتمتاز المبادئ بأنها قد تناسب البعض ولكنها لا تحقق إجماع او موافقة كاسحة.

فعندنا تنعكس المبادئ عما نؤمن به من افكار ، فالأجدر بهده المبادئ ان تاتي مما نعتقده من قيم ، إن المبادئ بشكل عام عملية ولا تهدف إلى توجيه تفكيرنا وسلوكنا بشكل عام بَل إلى جعل تفكيرنا وسلوكنا (وقيمنا) تستغل في العالم الواقعي.

لذا يعمل الكثير بمبادئ عكس قيمنا وهنا الطامة الكبرى في إن مبادئنا مخطوفة من مصالح حياتنا اليومية وينغمس الجميع في تخبط السلوكيات والتناقضات العجيبة.

ودمتم بالقيم …