بعد أن وضعت في درجة البيت علبة بسكويت «ابو الليرة ونص» ، اقتربت «فزّة» من وجه أبي يحيى وتفرّست فيه جيداً..ثم قالت بتحسّر: « الله يشافيك بس..ما بتستاهل ام يحيى تترمل هسّع .. غيرة بعدها.. بطّل هالمخسوف بطّله» ..وأشارت الى باكيت الدخان..
تفاجأ ابو يحيى من عبارات الجارة المليئة بالشفقة ، فهو لم يعان من أي مرض أو عارض..وبعد أن سألها عن «الفأل السيء الذي صبغته عليه»...قالت له بأن كرمة العلي هي من أعلمها بخبر «الجلطة»!! تفاجأ الرجل :كرمة العلي؟؟ مش معقول!!!.
قامت بتجذيب طرفي ثوبها واستطردت : (آه كرمة...بالعلامة بنتك عيشة كانت واقفة للباص ومرّ ابن تركية وضحك معها وأنا وكرمة واقفين بدكّانتها)..جن جنون ابي يحيى : أخرج سيجارة جلواز!! اشعلها بسرعة نفث إلى أعلى ..وهو يردّد مستنكراً : عيشة؟!..قالت له: هاظ دخانك زي دخان شلاش!!..سألها قلقاً:ليش شلاش بيدخّن؟!!..اشارت بيديها: بالكروزات !!..مش معقول؟! وأخذ نفسين جديدين..تمتمت:ان يدخن أفضل من ان يسرق مثل عايش!!..بلع ريقه من جديد: عايش ابني؟!!..قالت بصوت خافت :..سمعت انه سارق تلفون ابن عمته أمجد وبايعه!.. أمجد ابن اختي؟!قال ابو يحيى .
ثم واصلت الحجة فزة نشرة أنباء المصائب: يمكن على شغلة بنات وما بنات..سكت الرجل ضارباً الكف بالكف...وفي محاولة لتهدئة الجار ، بشّرته قائلة : ( بس أم يحيى طلعت أصيلة ،سحبت من مصاريها بالبنك واشترت لأمجد تلفون جديد) ..عاد وتفاجأ :ام يحيى عندها رصيد؟!!.. قالت: (هاظ بعد ما أكل أخوها عليها 2000 نيرة!!)..صاح متفاجئاً: نسيبي؟!..وعند سماعها آذان الظهر ،فركت مسبحتها بين كفيها ثم استأذنت للمغادرة ..وتركت الرجل مغبونا مقهوراً يتلاطم حزنه في بحر فجيعته.
بعد أقل من نصف ساعة سُمع صوت تكسير صحون وعبارات طلاق بالثلاثة، وطرد من البيت ،وتهديد بالفصل من الجامعة ..تبعها صوت سيارة أسعاف تتجه نحو بيت ابي يحيى..أطلت فزّة من بلكونتها تسأل المارين: (ولكو شو في بدار ابو يحيى؟)
***
أمريكا مثل فزة فتنت العالم بـ«أسرارها» وبتسأل:شو في؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الرأي)