عندما تتساوى الحياة بين الكلب والإنسان!
محمد حسن التل
01-03-2023 04:15 PM
قدمت الكلب على الإنسان في العنوان، لأننا للحسرة عشنا إلى هذا الزمن الرديء ، حتى رأينا من يضع حياة الإنسان والكلب في كفة واحدة ، بل يقدم حياة الكلب على حياة الإنسان بحجة حق الحيوان في الحياة تحت عناوين زائفة ومن باب حق يراد به باطل.
ظاهرة الكلاب الضالة العقورة في كافة أنحاء مدن وقرى البلاد والتي أصبحت كابوسا يخيم على حياة الناس، حتى منعتهم من الخروج من منازلهم خوفا من أذاها، بات من اللازم محاصرتها والتعامل معها بحزم وشدة للقضاء عليها ، وكشف زيف الشعارات التي يحملها البعض ينادي من خلالها كذبا بالحفاظ على حياتها.
نحن بالأصل لم نعتد لا في ديننا ولا في عاداتنا قتل الحيوانات ، بل جعل الإسلام الحفاظ على حياتها ورحمتها واجب وفرض ، لكنه في المقابل ارتفع بقيمة حياة الإنسان حيث لا تضاهيها أي قيمة ، وجعل هذه الحياة ذات قدسية كبيرة لا ترتقي إليها أي قدسية ، فقد روي رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالكعبة ذات مرة وكان يقول "ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله منك ماله ودمه " ، وروي عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم "الأنسان بنيان الله وملعون من هدمه "، والشواهد كثيرة على عظمة الدم في الإسلام وقدسيته ، لكننا للأسف وصل بنا في زمن الانحطاط والتحلل من كل خلق أن يناقش بعضنا أيهما أهم الحفاظ على حياة الإنسان أم الحفاظ على حياة الكلب ، هنا يجب أن نتحدث بصراحة ، إن آفة التمويل الأجنبي التي اجتاحتنا في كثير من جوانب حياتنا أصبح لابد من فتح ملفاتها وتصفح أوراقها السوداء ومراقبتها بصرامة ، فكثير من المستفيدين من هذا التمويل عملوا في كثير من الأحيان على العبث بمفاهيم حياتنا وقواعد عيشنا وحاولوا إدخال مفاهيم مشوهة وغريبة عن ديننا وأخلاقنا ، ففي كل مرة يخرجون علينا بقضية تكاد تهز أركان المجتمع وتخلق فيه أزمة وفتنة.
في الأخبار أن جمعيات ممولة في الأردن تضغط من أجل منع قتل الكلاب العقورة وتستقوي بالجهات المانحة وبعض المتنفذين عندنا لمنع مقاومة هذه الظاهرة ، ووصل الأمر بهذه الجمعيات في موضوع الكلاب وغيره أن تفرض على الحكومات سن قوانين تخدم أهدافها ، لأنها كما أشرت يقال أنها تحتمي بجهات متنفذة ومراكز قوى .
إن هذا الإستقواء علينا من قبل جماعات " التمويل" يجب أن يتوقف ويجب أن تتصدى له الجهات ذات المسؤولية في الدولة ، لأنه أصبح كالوباء ينتشر بسرعة كبيرة ولا نريد أن يصل الى مرحلة تكون مقاومته مستحيلة .
عندما يصل الأمر إلى المساواة في الحياة بين الإنسان والكلب نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في الانحدار الخلقي وعدم احترام الحياة من حيث المبدأ .
إذا كانت القاعدة الشرعية تقول "لا ضرر ولا ضرار " ، وهي تعني أن الشرع قدم حياة الإنسان على كل شيء حتى وصل به الأمر إلى أنه إذا كان الأمر يتعلق بإحدى العبادات ، في ظرف ما ستؤثر هذه العبادة على حياة الإنسان ، يحق له أن لا يقوم بها ويؤجلها ، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بضرر كلب .
إننا نطالب بلجم تصرفات كثير من هذه الجمعيات والمراكز الممولة التي تعيث فسادا بمجتمعنا وقواعد حياتنا حتى وصل بها الأمر أن تهدد حياة الإنسان وتساوي بين حياته وحياة الحيوان .
إذا كانت هذه الجمعيات حريصة على حياة الكلاب فلتتكفل بها من خلال التمويل الذي يصلها من أجل هذه الغاية ولا تلقي الثقل على البلديات ، التي تعاني في الأصل من أزمات مالية كبيرة تمنعها في كثير من الأحيان تقديم خدماتها الضرورية لمواطنيها .
إنني أضم صوتي للأصوات التي تطالب بقتل الكلاب الضالة والعقورة حفاظا على حياة الناس في المدن والقرى وكل أنحاء البلاد ، وإسكات كل الأصوات التي تطالب بعكس هذا .