لن تسمح واشنطن للصين بأن تنجح في حل أزمة دولية بجحم الحرب في اوكرانيا، حتى لو قدمت بكين حلا على طبق من ذهب، بل حتى لو حولت للاطراف المتصارعة في الحرب إلى حلفاء.

توشك قراءة الولايات المتحدة الامريكية لنجاح الصين في انهاء ازمة بحجم الحرب في اوكرانيا ان يوازي الكابوس الامريكي بانتصار روسيا على اوكرانيا، ومن خلفها الغرب كلها.
المسألة ليست مزحة في العين الامريكية، فالصراع الامريكي الصيني حول القفز من الحالة الدولية لحقبة نظام الآحادي القطبية إلى ثنائي القطبي بجناحين أمريكي وصيني كابوس للامريكين تريد ان تؤخره الى زمن ابعد مما تخطو نحوه الصين.

إنّ ما يعنيه نجاح الصين امريكيا هو تقديمها أولى البراهين على بدء قيادتها الثنائية للعالم.

فما أن تسربت ورقة الصين حول التسوية في اوكرانيا حتى بدأ التشكيك الامريكي بها، ثم تبع الامريكيين الاوروبيون.

وليس بعيدا عن الورقة الصينية تصريح مدير "سي آي إيه" بالقول: واثقون أن الصين تدرس تزويد روسيا بالسلاح وإيران لم تتخذ قرارا بعسكرة برنامجها النووي.

صحيح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رحب ببعض عناصر الاقتراح الصيني قائلا إن بكين لم تقدم خطة حقيقية بل أفكار لكنه ايضا قال: إن الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام.

على أية حال، لا يستطيع زيلينسكي الخروج من دائرة حلفائه. وهذا ما يدركه الرئيس الأوكراني.

أما الاجتماع الذي اعلن عنه زيلينسكي بعزمه عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ فلا يتوقع الخروج بنتائج جادة طالما كان حلفاؤه خلف الباب يراقبون.

جميع البنود التي طرحتها الصين في ورقتها سبق وللامريكان والاوروبيين تبنيها عبر مواقفهم تجاه الحرب في اوكرانيا سواء، احترام سيادة كافة الدول وأن جميع الدول متساوية، بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو ثروتها، أو والتخلي عن فرض العقوبات أحادية الجانب ونبذ عقلية الحرب الباردة، ووقف القتال والصراع. اضافة الى إطلاق مفاوضات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين والأسرى، فيما دعت الورقة الى الحفاظ على سلامة المحطات النووية، والتقليل من المخاطر الاستراتيجية، وضمان تصدير الحبوب، وضمان استقرار سلاسل الصناعة والإمداد وعدم تسييس النظام الاقتصادي العالمي واستخدامه كأداة وسلاح، واخيرا إعادة الإعمار بعد النزاع كلها بنود لا يكاد يختلف عليها أحد، ومع ذلك سارع الامريكان والاوروبيين لتنفيسها مرة بالقول انها لا ترقى لتكون خطة، واخرى بالتشكيك بها.

لكن هذا لن يعني شيئا امام القراءة الامريكية؟ فالخط الاحمر هو ممنوع أن تنجح الصين في اوكرانيا.