المشهد السياسي على مقياس ريختر ولماذا اخترت المدني الديمقراطي!
م. مصطفى أبو داري
28-02-2023 06:03 PM
مقالي هنا، عبارة عن تحليل مشهد من شاب مهتم. المشهد السياسي اليوم في حابه مخاض، تبرز أحزاب وتبتعد أخرى عن النبض.
المتابع يلاحظ ويعترف بثبات وقواعد حزب جبهه العمل الإسلامي ووجوده كركن أساسي في المعادلة. الى يساره قليلا تحالف الوسط الإسلامي وزمزم. بعيد عن الأضواء لكن يعمل بخطى ثابته و ينافس الإسلام السياسي في قواعده.
الى وسط اليمين برز ولفترة طويلة حزب الميثاق الذي استطاع جمع نواب واعيان ووزراء طامحين على اسس مواقع مستقبليه ومصالح مشتركة. بدات ملامح خموده بعد ابتعاد الصفدي -الدينمو- لانشغاله برئاسه النواب، و ابتعاد الشرفات، فاصبح حزب يمتلك اسماء تقليدية مهمه لكن يفتقر لدينمو. من سوء حظ الميثاق ظهور ارادة في مساحته، لم يكن مقصودا لكن سلسلة انسحاب من رموز للتيار المدني و اليساري دفعته لتلك المساحة، فاصبح بمواجه الميثاق، المفاجئ ان إرادة اسرع واكثر ظهورا في مساحة اليمين، لكن الميثاق ما زال يمتلك أدوات افضل من إرادة ، والرهان على الميثاق في تلك المساحة آمن لامتلاكه نخبة سياسية متمرسة. فالمنافسة بين إرادة والميثاق محتدمة اليوم لتمثيل لون البيروقراط، المشكلة ان الحزبين يستقطبون أعضاء غير متناغمين أحيانا او باحثين عن مواقع قادمة.
اما وسط اليسار والتقدميين والمدنيين فقصة أخرى لمن يتابع عن قرب، فتوحده ما زال بعيد المنال، فكان الرهان على جهود الديمقراطي الاجتماعي بقيادة العين جميل النمري لتشكيل مظلة وتوحيد لون سياسي بأمس الحاجة للوحدة. المؤشرات تشير الى عدم قدرة الديمقراطي بذلك، أولا بعدم استقطاب الاعبين الأساسيين وثانيا باتباع نهج منتقد وهو استقطاب بعض الأسماء المختلفة ايدولوجيا وفكريا وبعضهم رموز لحزب الجبهة الموحدة اليميني الفكر وشخصيات أخرى لا تحسب على وسط اليسار براي الشارع. ذلك كان يمكن معالجته وتجاوزه، الا ان ظهور الحزب المدني الديمقراطي بثنائي ثابت قيس زيادين والسواعير ومجموعة ليست بالسهلة من شخصيات تحظى بقبول شعبي و فكر متناسق. وبلون أوضح خلط الأوراق، فالأخير لم يتوقع له الاستمرار او لم تتوفر أدوات تؤشر على رؤيته النور، لكن الاحداث الأخيرة والاستقطابات النوعية التي تملك ثقل شعبي و قواعد و شبيهه بالفكر و اللون تجلت، فسارع القائمون على افتتاح المقر، و جمع التواقيع اللازمة واستقطاب شخصيات تنتمي بوضوح للون امام الراي العام. فبرز كلاعب لا يمكن استثنائه. فجمع المدني الليبراليون الاجتماعيون و تبنى الاقتصاد الاجتماعي.
كشاب دوما كنت مهتم وناشط، امنت بجدية الإصلاح، وان علي خدمة وطني و رؤية مليكي التحديثية، فدرست الساحة ، واخترت ان أكون شريكا في مشروع جديد يمثلني، مشروع يراني شريك لا تابع، مشروع جديد يعطي الامل. الجميل ان بعد شهر من الانتساب، احسست اني شريك في كل المفاصل. اليوم انا متفاءل.