facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في المشهد السعودي الراهن وتطوراته


سمير الحباشنة
28-02-2023 12:48 PM

درجت الأقلام العربية على تناول السلبيات في حالتنا العامة، لذا سوف اتوقف بثلاث مقالات عند الجزء الملئان من الكأس، بقراءة بثلاث تجارب عربية واعده، الجزائر والسعودية، وقطر….وهذا لا يعني أن الأقطار العربية الأخرى لا يوجد بها ما هو واعد…… وربما أتناولها في أحاديث قادمة.

لعل وعسى ان تنتهي مرحلة الإنكفاء العربي.. نحو النهوض.

والله ومصلحة العرب من وراء القصد


(2)
قراءة في المشهد السعودي الراهن

أول زياراتي للمملكة العربية السعودية الشقيقة كانت في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، حيث تعرفت على الصديق العزيز الدكتور عبد العزيز الصقر، وكنا آنذاك نقوم معا بدراسة لمشروع زراعي كبير في منطقة وادي فاطمة الواقعة بين مكة المكرمة “أرض الوحي وقبلة المسلمين” وبين جدة المدينة الرائعة “جدة أم الرخاء والشدة “، ولاحقاً وإبان خدمتي كوزيراً للداخلية، زرت السعودية عدة مرات للقاء المرحوم الصديق الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله- حيث لمست كم هي علاقات المملكة السعودية ببلادنا علاقة وثيقة تكاملية تقوم على الأخوة الصادقة والمستقبل الواحد.

*****

واليوم أتابع ما يجري في المملكة الشقيقة ما يمكن أن أسميه “بالثورة البيضاء” التي بدأت في حقبة الملك سلمان، يقودها ولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان، ثورة بيضاء جوهرها إتباع سياسة حرق المراحل . بحيث نرى المملكة وبزمن قصير تنتقل من حال إلى حال أرقى، في كل المجالات بدءا من الداخل السعودي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعقيدي والفكري، مرورا بسياسة إقليمية ودولية سِمتها التوازن وتغليب المصلحة السعودية والعربية بشكل عام.

وحتى لا نبقى في العموم سوف أتحدث في محاور خمسة:

-1-

المحور الأول والمتعلق بتجديد الخطاب الديني، وذاك التوجه الموضوعي العلمي، للأمير محمد بن سلمان والخاص بالحديث النبوي الشريف، خصوصا بما هو مسكوت عنه منذ قرون طويلة. ذلك انالحديث الشريف قد علقَ به عبر قرون طويلة، إضافات سميت أحيانا بـالإسرائيليات ، وأحيانا أخرى أحاديث دخيلة وضُعت لتخدم مرحلة سياسية سابقة من التاريخ ، خدمة للحاكم آنذاك، أو إدانة لمرحلة سياسية سابقة أيضاً تخدم من هو في سدة الحكم.

يناقش الأمير محمد بن سلمان الأمر، انطلاقاً من أن الحديث المتواتر المنقول بين مجموعات ثقات من الناس ، هو الحديث الصحيح المؤكد الذي يجب اعتماده ، أما الحديث المتواتر جزئيا أي المنقول من مجموعة الى أفراد ثم الى أفراد أو مجموعة وهكذا … فهذا حديث مشكوك به ولا يجوز أن يُعتمد كجزء من عقيدتنا وديننا الحنيف، لأن النقل هنا قد لا يكون قد اتسم بالأمانة العلمية والدينية المطلوبة، وينطبق ذلك أيضاً على الحديث الذي تم تناقله بين الأفراد، فهو حديث يقع في دائرة الشك ولا يجوز اعتماده.
على ان تعتمد الأحاديث التي تحمل مضامين حسنة وفيها خدمة للناس، أو تفسير موضوعي لآيات القرآن الكريم، فهي أحاديث معتمدة أيضا.
وأجزم أن هذا التصنيف سوف يؤدي الى إعادة الألق إلى ديننا الحنيف، بتنقية الأحاديث الشريفة من الإسرائيليات أو التُرهات أو الأحاديث التي تسيء إلى نبينا العظيم عليه السلام.

وبحق فإننا بحاجة ملحة كعرب ومسلمين إلى ذلك، لتمكيننا من أن نواكب العصر، وأن نسير قدما عبر آلية الاجتهاد التي هي ثالثة الأثافي بعد القرآن الكريم والحديث الشريف المؤكد، لنحقق بذلك مقولة أن الإسلام “صالح لكل زمان ومكان”.
وإني آمل من أهل التنوير، أن يبادروا الى التقاط هذه المبادرة والعمل على ترجمتها بقراءة مستفيضة للأحاديث النبوية، بهدف تخليصها من كل ما تم تقويل رسولنا الكريم به والذي يضر بالإسلام والمسلمين.

-2-
المحور الثاني وهو المتعلق بمكافحة الفساد، الإجراء النوعي الذيعُرف بقضية “ريتز”، كإشارة إلى بدء عصر جديد ، وإجبار كل من أثرى بطريقة غير مشروعة، إعادة ما أخذه من مال إلى خزينة الدولة.تلك خطوة ممتازة كالرسالة الحازمة، بأن الفساد والإثراء غير المشروع هو أمر سوف يجابه بقوة القانون.
واني أتمنى على أقطارنا العربية والإسلامية أن تتعامل بحزم لمكافحة آفة الفساد بإعتبارها الآفة الأخطر التي تحول بين الشعوب وتقدمها، وتجعل من الدولة عاجزة على القيام بواجبها اتجاه مواطنيها.

-3-
المحور الثالث والمتمثل بالانفتاح المدروس في الحياة الاجتماعية والثقافية للمملكة، وإزالة كافة المقيدات مفروضة على الناس، كمقيداتدخيلة على ديننا وتقاليدنا وخروجها عن المألوف الإنساني.

إن ما تشهده المملكة الشقيقة اليوم، هو بداية إلى حرية، نص عليها ديننا الحنيف ، ذلك أن الانفتاح الاجتماعي والثقافي يضع المملكة على طريق العصرنة والتقدم، دون اتخلي عن منظومة القيمية والتقاليد العربية الإسلامية.

وبحق أنها خطوة جريئة تجسد مقولة “التماهي ما بين المعاصرة والتراث”، ما يسرع الخطى نحو مجتمع متحرر وفق الآداب العامة ،شأنه أن يعزز الابتكار ويطلق الحريات، وبالذات حرية المرأة وإتاحة المجال لها لتقدم مساهماتها في مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية على اختلافها.

-4-
المحور الرابع والمتعلق بالخطة التنموية الطموحه المتوسطة وطويلة المدى للأمير محمد، وما تنبئ به من تقدم مذهل وتنمية انفجارية، و وعي دقيق للمتطلبات التنموية للمملكة ومتطلبات كل منطقة في البلاد على حدا، والتخصيصات المالية اللازمة ، مرتبط كل ذلك بجدولة زمنيةمحددة .

إن حديث الأمير الشاب ليس للاستهلاك بل هو في صلب التنمية وفي صلب التقدم لأنه قد بدأ بالفعل بتنفيذ تلك الخطة الطموحه، وانمشروع “نيوم” الذي بدأ العمل به فعليا، هو نموذجاً تنموياً خلّاقاً من شأنه أن يحوْل مناطق جرداء واسعة صحراوية إلى مناطق مزدهرة،مواكبة للحياة ومتطلباتها الحديثة. إضافة إلى برنامج بيئي عملاق يهدف الى تخضير المملكة بزراعة عشرات الملايين من الأشجار.

ولقد لخص الأمير الشاب توجهاته مع الحداثة حينما قال ” أن الشرق الأوسط لا بد وأن يكون هو أوروبا القادمة”. فالتقدم في المملكة العربية السعودية وتلك التنمية الواسعة الخلاقة المدروسة لا بد وأن تصيب دول جارة “الأردن ومصر”.

-5-

المحور الخامس وأتوقف هنا عند تلك السياسة الإقليمية والدولية المتوازنة التي تطل علينا بها السعودية، سياسة التعامل بإيجابية مع التكتلات الدولية دونما انحياز الى واحد بمواجهة الآخر . فالسعودية اليوم على صلة وثيقة مع الولايات المتحدة والغرب، الا انها كذلك وبخط متوازِ تبني صلات وثيقة مع الصين ومع روسيا، حيث شهدنا مؤخراً قمة أميركية خليجية عربية في الرياض، تليها قمة صينية خليجية عربية في الرياض أيضاً، مع التأشير على الموقف الحياد الإيجابي من الحرب القائمة في أوكرانيا.

ونتوقف بتقدير نحو السياسة السعودية المتبعة بقيادة منظمة أوبك+، حيث يتم اتخاذ قرارات مستقلة من واقع مصلحة تلك دول أوبك+وعلى رأسها السعودية ودول الخليج العربي المنتجة للنفظ.

وهنا أتمنى على المملكة العربية السعودية الشقيقة وعلى قيادتها باعتبارها في الموقع الريادي اليوم على الصعيدين العربي و الإقليمي،بأن يتم التعامل مع قضايا أقطارنا العربية المبتلاة بالحروب والانقسام مثل اليمن وسوريا وليبيا وسودان بمبادرات تحمل حلاً عربياً لإعادة الأمن والسلم لهذه الدول.

وكما يقال ” لا يحك جلدك الا ظفرك” ، خصوصاً ونحن نرى اخفاق كل المحاولات الخارجية لحل تلك الصراعات. وفي ذات السياق فان السعودية الشقيقة لابد تقود سياسة متوازنة مع القوى الإقليمية ، وأقصد جارتينا ايران وتركيا على قاعدة الاحترام المتبادل وحماية الحقوق العربية دون التدخل في الشأن العربي أوالاعتداء على الأرض والثروات العربية.

-6-
المحور السادس فإن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، وهي أم القضايا العربية والاسلامية ، هو موقف ثابت وراسخ ، متمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرت في القمة العربية في بيروت، فالسلام مع إسرائيل مرتبط بشكل عضوي مع نيل الشعب العربي الفلسطيني لحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ، وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية السعودي بالرد وبالتزامن مع حديث رئيس حكومة الاحتلال ” نتنياهو” عن سعيه لإقامة علاقات دبلوماسية مع المملكة الشقيقة.

وبعد/ فإن العلاقة التي تربط السعودية بالأردن علاقة راسخة تاريخية، أتمنى لها المزيد من التقدم والتكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي والامني، وإزالة المعوقات الهامشية التي تحول دون ذلك ، نحو تعزيز موقفنا الموحدة تجاه قضايانا العربية لما فيه خدمة الجميع .

والله ومصلحة العرب والمسلمين من وراء القصد.

رأي اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :