facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اجتماع العقبة ولقاء الضرورة


د.طلال طلب الشرفات
27-02-2023 12:13 AM

لم يكن لقاء العقبة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبحضور الأردن والولايات المتحدة ومصر نابعاً من ترف المحاولة أو تعزيز العلاقات الثنائية بينهما بقدر ما كان لقاء الضرورة لتذكير الجانب الإسرائيلي والأمريكي بتبعات وخطورة الإجراءات أحادية الجانب في الاستيطان واقتحام المدن الفلسطينية والمقدسات وعلى الأخص المسجد الأقصى المبارك، بل لم يكن هناك ضرورة لتذكير الجميع وفي مقدمتهم الأشقاء الفلسطينيين أن الموقف الأردني ينبع من الحرص الكبير على مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

الأردن بقيادته الحكيمة يعي تماماً طبيعة المخططات الإسرائيلية والواقع الإقليمي والدولي الذي لا يبشر بخير، ويدرك مخاطر السياسة الإسرائيلية التي تتبناها حكومة الاحتلال المتطرفة، ومحاولة تقويض مضامين الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفرض سياسة الأمر الواقع في الاستيطان والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وتهويد القدس كهدف تسعى اليه كل حكومات الاحتلال المتعاقبة.

خطوط الأردن الحمراء في الحفاظ على الوصاية الهاشمية والأمانة التاريخية، ودعم نضالات الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره على أرضه وترابه الوطني، ومواجهة محاولات تقويض حل الدولتين التي تشكل مصلحة أردنية وفلسطينية في آنٍ معاً، ووضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن، سيما وأن الأردن لم يتخلَّ يوماً عن الأشقاء الفلسطينيين، واعتبار القضية الفلسطينية أولوية أردنية في السياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك.

البيان الصادر عن اجتماع العقبة يجسد الحرص الأردني على دعم الأشقاء الفلسطينيين سيما وأنه تضمن التزاماً إسرائيلياً بوقف الإجراءات أحادية الجانب لمدة 3-6 اشهر، ووقف مناقشة أو إقرار بؤر استيطانية لمدة مماثلة واحترام الوصاية الهاشمية على المقدسات والدور الأردني الخاص في هذا الصدد، وهذا ما يمكن اعتباره إنجازًا في الظرف المتاح في ظل مناخ دولي معقد وظروف إقليمية لا تبشر بخير.

نعي تماماً حجم الصلف الإسرائيلي في قمع الفلسطينيين والسياسات الهوجاء الممنهجة التي تمارسها على الأرض، ونحيي صمود الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة المحتل الغاصب، ونشعر بحجم التضحيات التي يقدمها أهلنا هناك بما في ذلك الدماء الزكية التي تراق دون أدنى اعتبار للقانون الدولي والأخلاق الإنسانية؛ لكن الشعوب الحية المحتلة تسلك كل السبل لتقرير مصيرها بالمقاومة المشروعة وفق قواعد الشرعية الدولية والنضال السياسي لتحقيق أهدافها الوطنية المشروعة.

الأردن يقوم بواجبه القومي، والجرح الفلسطيني النازف يؤلمنا ويقض مضاجعنا ولذلك فإن وضوح الموقف الأردني يجسّده دائماً العمل قبل النوايا الشريفة الصادقة، وكلمة وزير خارجيتنا اليوم في اجتماع العقبة أكبر دليل على ذلك، وتقدير الموقف الأردني يأتي دوماً من نبل الهدف وصدق العمل، وهو ما يحرص الأردن عليه دائماً في كل مقام أو مقال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :