facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حقي عليكم


عاهد حسين الصفدي
26-02-2023 09:14 PM

في صباح ذلك اليوم البارد، خرجت وأنا أحمل حقيبتي المدرسية على ظهري، وخاطبت أمي مودعا والإبتسامة تملأ وجهي، فأنا سعيد والفرحة تغمرني، لأنني سألتقي أصدقائي في المدرسة، وسرت في طريقي أتأمل الشارع المؤدي لمدرستي التي أحبها كثيرا، أتلفت حولي خوفا من كلب ربما يهاجمني، ولحسن الحظ وجدت بعض زملائي وترافقنا حتى وصلنا، ودخلنا الساحة، وبعد الطابور الصباحي توجهنا إلى غرفة الصف، وبدأت الحصص واحدة تلو الأخرى، والفرصة التي لعبنا خلالها مع بعضنا البعض، حتى جاءت الحصة الأخيرة، وفيها بدأت أشعر بشيء غريب يقلقني، يزعجني، أصابني شعور بالخوف من أمر قادم، فطريق العودة للمنزل غير آمنة ومرعبة، لعدم وجود المارة فيه كما في الصباح، وكانت أحيانا تدعوني للتفكير بعدم الرغبة للذهاب إلى المدرسة.

طريق العودة أيضا فيه كلاب ضالة كنت اشاهدها كل يوم، أرى وجوهها تترصد المارة بنظراتها الغريبة، كنت اخافها وخاصة عندما سمعت قصصا عن مهاجمتها للأطفال، ولكن قلت في نفسي أنت لم تفعل لها شيئا فلماذا ستهاجمك، خرجت من المدرسة ومشيت متجها إلى بيتي. وفي لحظة وصلت لمكان خال من الناس، كنت وحيدا ورأيت تلك الكلاب وهي تراقبني بنظراتها وكأنها شاهدت عدوا لها، وبدأت تسير نحوي، شعرت بالرعب، ماذا سيحدث الآن، هل سأكون ضحية لكلاب مفترسة؟ وحدث ما توقعته بدأت بالركض نحوي وهاجمتني بشراسة، حاولت الهرب لكن لا جدوى، صرت كأنني وجبة دسمة لها، قاومت ولكن لا فائدة، وفجأة أتى شخص لمساعدتي، وبعد جهد طويل وعناء كبير خلصني من بين مخالبها وأسنانها التي يسيل من بينها لعاب الشراسة والوحشية، وأصبت بجروح كبيرة، وأنا اتلقى علاجي الآن والحمدلله.

حقي عليكم؛ سؤالي لكم ما هو الذنب الذي اقترفته، وماذا فعلت؟ أنا طفل لي حق بأن أحيا بأمان، واعيش بسلام، وأن أذهب إلى مدرستي وأنا لا أشعر بالرعب من أي خطر قد يصيبني، لماذا تم حرماني من حقوقي؟

أجلس الآن على سرير العلاج، أتألم من جروحي في جسدي، من خوفي ومن الرعب الذي سبب لي الأذى، وجرح معنوياتي، أتساءل أين ذهبت حقوقي كإنسان، ولماذا تترك هذه الكلاب دون رعاية ممن يدعون أنهم يحافظون على حقوق الحيوان، أليس من المفروض أن يقدموا لهم الأماكن الخاصة بهم، والطعام؟

أنا طفل وإنسان ومن حقي أن أعيش بسلام وأمان، وأن أذهب إلى مدرستي فرحا وسعيدا دون خطر يهددني، وأن ألعب مع أصدقائي لتبقى الذكريات الجميلة تزورني في أحلامي، بدلا من الكوابيس المرعبة.

حقي عليكم؛ أنا مجروح لأنني لا أجد من يحميني أنا واصدقائي في مدرستي، وفي كل مدرسة في بلدي، وكل شارع نسير فيه، في مدرستي نتعلم أن الإنسان أغلى ما نملك، ولكن للأسف ما حدث لي، ربما ومن المؤكد أنه سيحدث مع غيري، لعدم احترام هذا الشعار.

أرجوكم لا تجعلوا غيري يتألم بإهمالكم وعدم شعوركم بالمسؤولية اتجاهنا، لا اطالبكم بقتل الحيوانات، وإنما اطالبكم بحمايتها وتوفير الرعاية لها، وحمايتنا من بطشها ووحشيتها لأنها مشردة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :