لن أجانب الصواب ولن أدعي الحقيقة المطلقة وأنا أتحدث عما تقوم به شقيقتنا الكبرى، المملكة العربية السعودية، وكل من يتحدث بغير ذلك يكون ناكرًا لجميل تقدمه السعودية دون منة، وقد كُتب لي أن عملت سنوات من حياتي في المملكة العربية السعودية فوجدت في أهلها أناس يعشقون الأردن وأهلها ويستطيبون ريحها وهواءها، ويقدمون عونا لنا عندما تضيق بنا الخطوب، ولهم في كل جهة بصمة من العون والمساعدة، وهم يتذكروننا بكل خير، فما بال الذين فوجئنا بحضورهم على منصات العمل العام، ممن وضعنا فيهم أمانة المسؤولية يتحدثون بغير ما نتوقع كلامًا لا يصح في محتواه ولا يصلح عمن يصدر، على دولة تحتضن مئات الالاف من المغتربين الاردنيين يحولون المليارات من العملة الصعبة، في زمن يتراجع فيه الاقتصاد ويشح المال في ظروف بالغة الصعوبة وتزداد البطالة، وعلى دولة تقدم المنح في مشاريع نشاهدها في كل مكان دون ان يكون هناك أي أجندات تُطلب منا، وبالعكس يقومون بالتنسيق السياسي مع الاردن في كل القضايا العربية، وقد قدمت السعودية مثلا في الوقوف الى جانب الحق الفلسطيني ورفضت الكثير من المواقف التراجعية كما فعلت بعض البلدان العربية، وأعادت الكرة الى مرمى الحق العربي فيما يتعلق بحل الدولتين والوصاية الهاشمية ورفضت الانصياع للتطبيع الذي يُمارس دون أي فائدة.

كيف لمسؤول كبير يقوم بالتهجم على الشقيقة التي وقفت الى جانبنا في كل الظروف والمحن، وما هو الدافع الذي يجعل من رجل بهذا الحجم يلقي بكل تلك التهم على الدولة التي تحتضن ابناءنا وتتبنى مشاريع في غاية الاهمية.

وأقسم ان مقالتي أتت في سياق معرفتي الشخصية والقريبة من شعب يعشق الاردن ويرغب في تقديم كل ما يقدر عليه تجاه وطن شقيق وكنت ورفاقي السعوديين نتحدث دائما على رغبة شعبية لدينا ولديهم ان تنضم الاردن لمجلس التعاون الخليجي وهناك رغبة من قيادة البلدين ان تبقى العلاقات بيننا راسخة ومتجذرة، ولقد شاهدت مئات المقاطع تنتشر بين الناس هناك عن محبتهم للاردن وكل ما يرتبط بالاردن من مواقع سياحية واثرية، ويأتي الكثير منهم للعلاج والتعلم لعلمهم وثقتهم بكل ما يتصل من امكانيات،

لن أقول الا سامح الله كل الذين يزرعون الفتنة بيننا ونعلم ان القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد المقدام الامير محمد بن سلمان يدركان أهمية العلاقة وأن الذين يسيئون لهذه العلاقة من الطرفين لا يمثلون بلدينا، وندرك ايضا ان القيادة الهاشمية ممثلة بجلالة الملك والحكومة ومجلس الامة والقيادات الوطنية يدركون أهمية التلاحم الاردني السعودي.