لماذا هذا التباكي على دارفور؟!
سلامه العكور
16-07-2007 03:00 AM
لم يبق ثمة شك في ان وراء هذا التباكي الامريكي والاوروبي والاسرائيلي على ابناء السودان في اقليم دارفور اهدافا استعمارية خبيثة غدت مكشوفة للشعب السوداني ولحكومته الوطنية..فالمبعوثون الامريكيون يزورون السودان ليعلنوا من عاصمتها الاوضاع المأساوية لدارفور مطالبين باتخاذ اقسى العقوبات ضد حكومة الخرطوم والا فلماذا هذا الاصرار الامريكي والبريطاني والفرنسي على ارسال قوات عسكرية كبيرة من جيوشها تحت غطاء قوات حفظ السلام الدولية؟.. لو كانت حريصة على سلامة ابناء اقليم دارفور وعلى اعادة الامن والاستقرار هناك لاستجابت لطلبات قوات دول الاتحاد الافريقي بتزويدها بما يلزمها من اسلحة واموال للقيام بمهمتها في حفظ الامن والسلام في ذلك الاقليم البائس..
لقد استعدت دول الاتحاد الافريقي لارسال قوات عسكرية كافية واكثر من كافية اذا تلقت ما يلزمها من مال وسلاح.. ولم تتحفظ الحكومة السودانية بل وافقت على ذلك وسعت الى تشجيع هذا الاستعداد الافريقي لدى مجلس الامن الدولي بكل قوة..
لكن واشنطن وحليفاتها من الدول الغربية الاستعمارية لا ترمي في حملتها على حكومة السودان وفي تباكيها على الامن والاستقرار في دارفور الا على وضع اقدامها على الارض السودانية وعلى مقربة من منابع ثروتها النفطية وكسر الممانعة الوطنية للحكومة السودانية تمهيدا لبسط هيمنتها السياسية والعسكرية على السودان وشعبه ونهب ثروته النفطية بل والتحكم بمفاتيحها.. والانكى انه ثبت ان لاسرائيل دورا نشيطا في تأليب اهالي الاقليم ضد الحكومة السودانية..
وكذلك في تأليب ودعم المنظمات المسلحة المعارضة للحكومة بالمال والسلاح وقد خدعت عائلات بأعداد كبيرة من الاقليم ونزحت بطرق واساليب مختلفة الى اسرائيل تمهيدا لتهويدها وتجنيدها كما فعلت سابقا بيهود الفلاشا الذين سمح الرئيس السوداني الاسبق جعفر النميري بتهجيرهم من بلاده الى اسرائيل بصفقة مريبة من تدبير الحركة الصهيونية وبدعم من واشنطن.. ان الاستراتيجية الامريكية الجديدة في سياستها الخارجية تتضمن اقامة قواعد عسكرية عديدة في القارة الافريقية وهي تفضل اقامة هذه القواعد في المناطق الحيوية الاستراتيجية وعلى مقربة من منابع النفط .. لذلك فهي مستميتة لوضع اقدامها الاستعمارية على ارض السودان وفي اقليم دارفور بصورة خاصة مستغلة غياب الدعم والمساندة العربية لحكومة السودان..
ومستغلة تواطؤ بعض الدول الافريقية معها..ومستغلة تواطؤ بعض اطراف المعارضة السودانية الساعية الى اسقاط نظام الحكم في الخرطوم على امل القفز الى سدة الحكم والتمتع بامتيازاته.. ناسية او متناسية انه لا عزة لحكومة او كرامة في ظل احتلال او نفوذ المستعمرين.. اما آن الاوان كي تتدخل الدول العربية وتحول دون وقوع السودان تحت هيمنة الاستعمار الغربي مرة اخرى؟!!..ئ؟