لكي لا تتآكل قضايا الحل النهائي
سلامه العكور
03-12-2010 02:58 AM
بعد عقود شهدت مفاوضات فلسطينية اسرائيلية مباشرة وغير مباشرة ما راكم الغموض الكثيف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني فكاد يطمس اهمها لولا يقظة الشعب الفلسطيني وفصائل مقاومته.. فاسرائيل غمرت الاعلام الدولي بالكلام المركّز عن ان القدس الموحدة عاصمتها الابدية وان لا تفاوض حول مصير القدس الشرقية.. وقد عززت كلامها بزرع المستوطنات في القدس وفي ضواحيها..
ولم تعد واشنطن تكترث بهذا الامر..بل ضاعفت مساعداتها المالية والعسكرية المتطورة لاسرائيل..واقتصرت ضغوطها على الجانب الفلسطيني والعربي..
وعندما رفضت حكومة نتنياهو صفقة مع ادارة باراك اوباما تنص على تزويد اسرائيل باحدث الطائرات المقاتلة مقابل تجميد بناء المستوطنات لمدة ثلاثة اشهر غدت عملية السلام في مهب الريح..
وقد اختزلت القضية الفلسطينية بمشكلة استمرار الاستيطان، مما دفع جلالة الملك عبد الله الثاني للتأكيد على أبرز القضايا ذات الصلة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني...
ففي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عمد جلالته الى التركيز على قضايا الحل النهائي وأهمها قضايا القدس الشرقية والحدود وحق العودة للاجئين.. مؤكدا على حتمية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية..
هذه الثوابت التي يجب أن لا يغيب أي منها عن أجندة المفاوض الفلسطيني.. كما عمد جلالته الى التذكير بمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي العنصري الفاشي.. مؤكدا على ضرورة رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة التي دمرت اسرائيل في حربها الوحشية عام 2008م منشآته المدنية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وقتلت وجرحت الآلاف من ابنائه وحرائره وأطفاله..
ان هذه الثوابت الوطنية التي ركز عليها جلالته ينبغي أن تكون المحور الرئيسي لأي مفاوضات فلسطينية -اسرائيلية قادمة.. والا فان اسرائيل ستظل مصرّة على سياستها في كسب الموقت لبناء المزيد من المستوطنات ودون أن تفضي المفاوضات الى شيء..
مما يجعل الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني عرضة للتآكل شيئا فشيئا ولا يحصد الشعب الفلسطيني سوى قبض الريح وتدخل القضية الفلسطينية برمتها في نفق مجهول..
(الرأي)