* إن متابعة ما يجري في الوطن العربي من اتجاهات وآراء في موضوعات ذات حيوية وأهمية للمجتمعات العربية وشعوبها قد تؤدي إلى حيرّة أو تأمل أو (وجع دماغ).
ولعل من أبرز ما نشر حول العالم العربي في الآونة الأخيرة هو الإعلان عن نتائج (المؤشر العربي لعام (22) الذي ينفذه سنوياً (المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات)، ويحرض المركز المذكور على منهجية علمية جعلته يحتل مكانة عالية من المصداقية لدى القرّاء المهتمين بقضايا المجتمعات العربية.
*وقد وقفت عند ثلاث قضايا ذات إهتمام عربي وثقافي، وقد يرى آخرون قضايا أخرى من تلك المؤشرات العربية فقد وقفت عند هذه القضايا
*الديموقراطية في العالم العربي.
*إلى أي إتجاه تسير الأمور العامة في البلدان العربية.
*العدو الأول والوحيد للأمة العربية.
*فالديموقراطية، منهج حياة للمجتمعات بشكل عام، ليست مزدهرة أو مثمرة في الوطن العربي، بمؤسساتها وأدواتها.
فالثقة ما زالت ضعيفة بمختلف مؤسسات المجتمعات العربية، السياسية والإقتصادية والإجتماعية، باستثناء المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تحظى بدرجة عالية من الثقة لدى المواطن العربي؛ وأن سيادة القانون والمساواة والمؤسسية لا تحظى بتلك الثقة التي تجعلها موضع الرضا المجتمعي العام.
*فالديموقراطية التي حققت تقدماً في مجتمعات حديثة التحرّر من الاستعمار، مازالت في (منتصف الطريق) في المجتمعات العربية.
*أما قضية الإتجاه الذي تسير اليه أو تسترشد به المجتمعات العربية فهو (ليس الاتجاه الصحيح). والسؤال الذي يتبادر الى الذهن، أين هو الإتجاه الصحيح في مجتمعات عربية لا تفتقر إلى صفوة من الخبراء والمستشارين والباحثين والمفكرين؟
وبما يؤلم أن تلك الصفوة تسجل إنجازات وإبداعات في مجتمعات ديموقراطية حقّة.
*ومما يريح القارىء العربي ذلك التوافق الكبير على أن العدو الأول والوحيد للأمة العربية هو (العدو الأسرائيلي)، ذلك إن اسرائيل تمثل مشروعاً صهيونياً توسعياً، وليس بالضرورة أن يكون ذلك التوسع جغرافياً، بل بالهيمنة، بشكل أو بآخر على المنطقة، سياسياً وإقتصادياً وتعليمياً، كما ذكره شيمون بيريز في كتابه (الشرق الأوسط الجديد) منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي.