العموش يكتب: "صورة للمرأة في القرآن"
د. بسام العموش
25-02-2023 11:58 AM
٣١. " فحملته فانتبذت به مكانا" قصيا"، انها الشريفة العفيفة الطاهرة العابدة، يتم ابتلاؤها بشيء لا مجال لتفسيره للناس، انه حمل بغير زواج !! كيف هذا والبشر لا يعرفون هذا في واقعهم، هامت على وجهها بعيدا عن الناس لأنها لن تستطيع أن تفسر للناس هذا الحمل ، إنه الحياء المجلل لهذه المرأة بصفة عامة فكيف في هذه القضية ، ومع هذا الأمر الصعب تأتي آلام المخاض، ألم نفسي وألم جسدي وحيرة .
٣٢ . قال تعالى: " قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا "، هذا هو لسان حال الشريفة ، تتمنى الموت ولا الوقوف في قفص الاتهام في شرفها، شتان بين الطهارة والوقاحة، بين الفجور والعفة، بين النظافة والوساخة .
٣٣. ومع الآلام الجسدية والنفسية يوجهها ربنا بقوله: " وهزي إليك بجذع النخلة " إنه قانون الأسباب ، فحتى المحتاج والمريض المتألم عليه أن يبذل الجهد ، مع أنها امرأة ومع أنه جذع نخلة فكيف تحرك المرأة الرقيقة جذع نخلة ضخمة؟! إنه قانون رباني في دفع الضرر بالعمل قدر المستطاع وهو درس لكل الناس .
٣٤. لقد أثمر جهدها وحان موعد المواجهة "فأتت به قومها تحمله" نعم تحمله فلم تتخلص منه، وبقيت على أمانتها لأن الذي خلق الطفل هو الذي سيتولى الأمر، فمهمتها حمله في بطنها ثم حمله بين يديها والوقوف أمام القوم ، وتبدأ محاكمتهم " قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا اخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا"، نعم هذا حكمهم وكأنهم نسوا انها خريجة المحراب التي كان يأتيها الطعام الرباني ويراه زكريا كلما دخل عليها المحراب، كلامهم يمكن أن يقال لامرأة لعوب معروفة بسيرة سلبية، أما هذه فلا ، ولكنها لا تملك الكلمات بل الإشارة "فأشارت إليه" أي إلى الطفل وإذ بالمعجزة أمام أعينهم " قال إني عبدالله " طفل ينطق في المهد ؟! لا تستغربوا يا اهل مريم يا اهل الإيمان بالمعجزات، فقد كنتم ترون الطعام يأتيها إلى محراب الصلاة وعليكم الاستمرار في الإيمان بالمعجزات التي هي خروج على السنن الطبيعية فتكلم طفل ولد من ساعة !! كيف ؟، لأنه مدعو بأمر الله ليدافع عن أمه الشريفة ، وقف المحامي الطاهر الطير الجميل يعلنها مدوية "إني عبدالله" إنني رسول ورسالتي من الآن، من المهد إلى اللحد والأم ترى المعجزة ولم تستغرب لأنها اعتادت على رؤية المعجزة، معجزة بابنها ومحاميها ومخرس الألسنة التي تفتري عليها .