خدمة الأوطان واستخدام الأوطان!
شحاده أبو بقر
02-12-2010 03:46 PM
ثمة فرق كبير بين اولئك الذين يخدمون اوطانهم بشرف وشجاعة وأيثار، واولئك الذين يستخدمون اوطانهم بعكس ما سبق من قيم، طمعا في الوصول الى مغانم ومكاسب ولو على حساب عذاب المجموع!
في الحالة الاولى نحن أمام حالة محترمة من شأنها الاسهام في الارتقاء، بالحياة وخدمة الناس والدفاع عن الاوطان وفي الثانية نحن امام حالة هي قطعا من شأنها الاسهام في الخراب والنكوص عن خدمة الناس او الدفاع عن الاوطان.
بين الحالتين بالضرورة حكم ربَّانيٌ عادل بقدر الاولى حق قدرها خاصة اذا ما ارتبط اداؤها بتقوى الله جلَّت قدرته، ويمقت الثانية ويعدها بعذاب أليم ساعة يحين الحساب في لحظة لا أحد غير الواحد الاحد سبحانه يدركها ويعرف متى ستكون!
حبذا لو تنتهي من حياتنا شهية الاستئثار بكل شيء على حساب غيرنا، وحبذا لو ان كثيراً من الناس في بلادنا يتخلون عن مقاربة النفاق الرخيص وصولاً الى حقوق ليست لهم، وامعاناً في ابعاد آخرين جديرين بالوصول! ولا حول ولا قوة الا بالله، فالتقوى والخلق القويم في هذا الزمان باتا عبئاً دنيوياً على من يحاول الاتصاف بهما، ولو الى حين!
فالزمن وبالذات في بلادنا العربية غدا زماناً مختلفاً تماماً حتى لقد ضاءت «البوصلة» ولا نقول خربت، بعد ان اصبحنا مجرد مقلدين نحيا على هامش الحياة ونرضى بذلك طوعاً ظانين ان هذا هو اصل الاشياء وطبيعة الامور.
هذا زمان باتت فيه القيم بلا قيمة ابداً، ومتى باتت القيم على اصالتها وعظمة شأنها بلا قيمة فاقرأ على الدنيا السلام، حيث المادة بجمودها هي الاصل والقيمة والوجود.
ومرة اخرى لا حول ولا قوة الا بالله!
(الرأي)