التعلم الذاتي .. هل سيكون بديلًا للتعليم النظامي؟
د. أميرة يوسف ظاهر
25-02-2023 11:01 AM
يقوم التعلم الذاتي على الكثير من الإمكانيات المتوفرة فيما يرشح عن تطور التكنولوجيا في كل الاتجاهات، وقد صار متاحا عبر الشبكة العنكبوتية القراءة العادية والمتخصصة لكل الأشخاص، وستعمل مؤسسات تعليمية وتدريبية على القيام بوضع آليات للتقييم، وتتسابق مؤسسات القياس الدولي على وضع قوانين للالتحاق ببرامج عالمية لتقييم أداء الأشخاص، إذ ستحل شهادات اعتماد محددة محل الشهادات الجامعية، وسيعتمد الطلبة على مراكز التدريب المتخصصة الوجاهية والإلكترونية، وقد بدأت الكثير من التخصصات بالعمل بما يضمن الاعتمادات العالمية بعد الشهادات الجامعية، كما وسيكون هناك إمكانيات للقيام بالتأهيل في الكثير من التخصصات دون الحاجة للشهادات الجامعية، ويتم التوظيف حاليا على شهادات الاعتماد التي تعتمد على التعلم الذاتي كشهادات اعتماد CPA و CMA ومنها شهادات اعتماد أمريكية في تخصصات فروع من الاقتصاد والتوفل والآيلتس؛ وهي شهادات مهارات اعتماد في اللغة الإنجليزية وشهادات تصدر عن معهد إدارة المشاريع الأمريكية، كما أن هناك الكثير من الشهادات الدولية المتاحة لجامعات ومراكز ذائعة الصيت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؛ ولذلك سيكون هناك الكثير من الأدوات المحفزة لقيام الأشخاص بالذهاب إلى التعلم الذاتي، وإحداث ثورات تعليمية في غاية الأهمية ستعمل على تغيير عناصر العملية التعليمية برمتها، وسيكون هناك أهمية كبيرة لمراكز التدريب التي سيكون من المهم أن يتم اعتمادها من قبل ذات المراكز العالمية، وهذا يتطلب كثير من الشروط سيتم تحديدها لاحقا.
وعلينا أن نعلم أن التعلم الذاتي عملية صعبة على الطلبة لأنها عملية تتطلب الكثير من الانضباط والالتزام، وهذا لا يتوفر في التعلم الذاتي الذي يحدث في غياب التوجيه والسيطرة، وفي غياب المحددات المتعلقة بالتوقيت والمناهج، ولكن سيكون هناك الكثير من الموجهات الخاصة سواء كانت في إطار إعلامي أو اجتماعي أو ذاتي.
وهناك مهارات كثيرة للتعلم الذاتي ترتكز على القراءة الذاتية والتدريب والمتابعة والتي تشمل أحيانا الدوريات العلمية والقراءة الموسعة للأبحاث والدراسات التي تبحث في المواضيع ذات الصلة، ومع تطور وسائل التعلم الرقمية أصبحت الأفلام الوثائقية والأخبار والبرامج جزء من التعلم الذاتي التي تكوّن ثقافة خاصة ومعرفة للفرد، ويضيف المختصون السفر والرحلات وأخذ الملاحظات البيئية والطبيعية والمختبرات الخاصة بأنها وسائل للتعلم الذاتي من خلال مساهمتها في تعبئة الفرد والجماعة بوسائل جديدة للتعلم، وعلى المنغمسين في التعلم الذاتي أن يقوموا بتغيير وسائلهم التعليمية لأجل التجديد والتطوير والتحديث، فالمعلومات تتغير حسب التطورات التي تحدث في العالم وعلى المتعلم أن يتحرى أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا، وأيضا على المتعلم أن يقوم بالمراقبة والتدريب العملي، وعلى الذين ينهجون التعلم الذاتي أن يغيروا من عاداتهم للحصول على نتائج مختلفة وحديثة، وأن يقوموا بالتخطيط المسبق للحصول على نتائج ذات قيمة، وهذا يفرض على المتعلم الذاتي أن يدرك معايير أدوات التقييم واختيارها سواء كانت دولية أو محلية، وعليه أن يقرر فيما إذا أراد الحصول على شهادة خاصة أو أنه يمارس عملية التعلم لأجل التأهيل للعمل، فهناك الكثير من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال الذين يقومون بتطوير إمكانياتهم لأجل التقدم بشركاتهم ومكاتبهم، وهذا يقدم الكثير من الحلول المتعلقة بالتكاليف الباهظة للتقييم مدفوع الأجر، فلا حاجة لامتحان اللغة الدولي لأجل التدرب الذاتي لممارسة اللغة لغايات التقدم في العمل، ولا حاجة للكثير من الأدوات الكثيرة والمشتتة للفكر كوجود لوحيات وأجهزة إلكترونية وهواتف وحواسيب في ظل واحدة حديثة تعمل على توفير المعلومات.
أخيرا، لا بد من وضع البدائل لدى القائمين على عملية التعليم لمساعدة هؤلاء المقبلين على عمليات التعلم الذاتي لتطوير أعمالهم ومهاراتهم.