الرمثا تحقق أرقاماً مذهلة في القطاع الزراعي
د. بسام الزعبي
23-02-2023 03:41 PM
أرقام مفرحة ومذهلة ومبشرة بالخير حملها لنا خبر صحفي حول واقع القطاع الزراعي في لواء الرمثا، حيث تعتبر هذه الأرقام مهمة للغاية لعدة أسباب، فهي تأتي من منطقة (سهول حوران) التي كانت على مر العصور مصدراً ومخزناً للحبوب والخيرات من منتجات الأرض الطيبة، كما أن الزحف العمراني الذي تشهده مدننا الأردنية أصبح يؤرقنا ويقلقنا على تقلص مساحات الأراضي الزراعية، إلى جانب أن هذه الأرقام تعتبر مهمة جداً في ظل الحديث عن الأمن الغذائي الوطني.
الخبر جاء تحت عنوان (الرمثا تسهم بـ 25% من إنتاج الخضراوت بالأردن)، وهي نسبة ليست بسيطة أبداً، خصوصاً أنني وغيري من أبناء الرمثا نتابع تطور القطاع الزراعي في اللواء، ولكن لم نكن نتوقع أن النسبة تصل إلى هذا الحد الذي نفتخر به، فقد زحفت المباني على الأراض الزراعية بشكل كبير جداً، وأصبحت الرقعة الزراعية تتقلص يوماً بعد يوم، إلا أن حجم المنتجات الزراعية التي ينتجها اللواء أصبحت ملفتة ومحط اهتمام من العديد من المزارعين والمستثمرين الأردنيين وغيرهم.
الأرقام الزراعية في الرمثا تشير إلى أن اللواء ينتج 70 ألف طن من الخضراوات المتنوعة، وأن مساحة الأراضي المزروعة بالبطاطا وحدها تبلغ 23 ألف دونم تنتج حوالي 115 طن سنوياً، وهناك 2000 دونم مزروعة بالجزر تنتج حوالي 8000 طن ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة من الجزر، ويضم اللواء حوالي 16 ألف بيت بلاستيكي للزراعة المحمية يُزرع فيها، فراولة، خيار، بندورة، فلفل، باذنجان.. وغيرها من الخضراوات، هذا إلى جانب 40 ألف دونم مزروعة بأشجار الزيتون وتنتج 5 آلاف طن من زيت الزيتون، و1000 طن من مخللات الزيتون، بالإضافة إلى 23 ألف دونم تزرع بالقمح والشعير وتنتج 4 آلاف طن.
هذه الأرقام وغيرها من الأرقام التي تخص مناطق أخرى تنتج خضروات وفواكه مختلفة، تجعلنا ننظر للقطاع الزراعي برؤية أكثر تدقيقاً وحرصاً على أراضينا الزراعية، وتجعلنا ندعو للتركيز على تنمية الزراعة في المناطق غير التقليدية المتعارف عليها في الأردن مثل الأغوار التي تعتبر فخرنا الزراعي الأول، وذلك بهدف لفت الأنظار لتلك المناطق ومدى امكانية العمل على تنميتها أكثر وأكثر، بالتزامن مع الحديث الدائم والمتواصل حول الأمن الغذائي من كافة المنتجات الزراعية وقطاع الثروة الحيوانية والسمكية وغيرها.
وهذ كله يدعونا للمطالبة بالاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير كافة التسهيلات التي تضمن نموه وتوسعه ونجاحه، وضرورة تذليل كافة الصعوبات التي تواجهه مثل توفير المياه والطرق الزراعية والخدمات الأخرى التي تجعل حياة المزارعين أكثر يسر وسهولة، خصوصاً أن المزارعين يتعرضون لمشكلات متنوعة تسبب بخسائر فادحة لهم في أكثر من موسم ومنها، تقاوت كميات الأمطار، والصقيع في فصل الشتاء، وإنهيار الأسعار في بعض المواسم.. وغيرها من القضايا التي تجعلنا نقف مع المزارعين من أجل نمو أعمالهم وتطورها، وضمان اكتفائنا الذاتي من المنتجات المختلفة، وبما يحقق الأمن الغذائي الوطني بشكل دائم ومريح.
الرأي