تقول العرب شر البلية ما يضحك, وهذا ما تذكرته وانا اتابع بعض المقالات والاخبار العربية والعالمية.
1- السفارات الامريكية في كل بلدان العالم نشرت مقالا واحد باسماء سفرائها في هذه البلدان, يبدي اهتماما انسانيا شفافا دافئا رومانسيا وشاعريا للغاية بقضايا النساء اللواتي يواجهن العنف ويطالب (بالضرب بيد من حديد) ومحاسبة المجرمين الذين يتسببون بالعنف المذكور.
ولنا ان نسأل السادة السفراء الامريكان عن موقفهم من قتل الاف النساء في العراق وغزة ومن اغتصاب النساء والرجال معا في سجون الاحتلال الامريكي في العراق وغيره. وهل فكرت السيدة كلينتون بالاعتذار للنساء اللواتي تم تعذيبهن واغتصابهن في تشيلي وغرنياندا وبوليفيا وكولومبيا وبنما على يد الخبراء الامريكان بعد الانقلابات العسكرية التي دبرتها المخابرات الامريكية في البلدان المذكورة في العقود السابقة ونسأل السادة السفراء اخيرا, ما هو حجم النساء في الادارة الامريكية وفي الكونغرس ولماذا لم تصبح سيدة واحدة رئيسا لامريكا بينما قدمت آسيا العديد من النساء للموقع الاول في الدولة. وهل تفكر الادارة الامريكية بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في مقتل اكثر من رئيسة وزراء في الباكستان والهند, مثل اهتمامها بالمرحوم رفيق الحريري في لبنان. ولم نقل شيئا بعد عن تسليع النساء خاصة في الاعلانات التجارية.
2- القضية الاخرى, التي تشغل بال اوساط امريكية اخرى هي قضية الاتجار بالبشر, حيث تقوم هذه الاوساط بالتعاون مع هيئات محلية في اكثر من بلد بتنظيم ندوات تحذر من هذه القضية وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها ومن ذلك ما قامت به جمعية قانونية امريكية في الاردن.
فماذا عن الاتجار الامريكي بالبشر ناهيك عن ابادة (ملايين الهنود الحمر وملايين اليابانيين بعد قصف مدن يابانية بالقنابل الذرية, وملايين الاسيويين في كوريا وفيتنام ومليون قتيل في انقلابات عسكرية دبرتها المخابرات الامريكية في اندونيسيا وامريكا اللاتينية وافريقيا, واخيرا ملايين القتلى والمشوهين في العراق.
ماذا عن مليار عامل يبيعون قوة عملهم بأجر رخيص في الاسواق الرأسمالية التي يسيطر عليها الامريكان وماذا عن ملايين المرتزقة الذين تديرهم شركات القتل الامريكية مثل البلاك ووتر باسم شركات الحماية الخاصة. وماذا عن ملايين النساء والاطفال الذين يعملون في جمهوريات الموز اللاتينية والاسيوية التابعة للمخابرات الامريكية.
3- اعرب نجم فيلم تايتانيك, دي كابريو, عن خشيته من انقراض النمور في العالم, لكنه لم يهتم ابدا بخطر انقراض جماعات بشرية كاملة ووجد في العدوان الصهيوني على غزة عملا من اعمال الدفاع عن النفس.
ودي كابريو لمن لا يعلم متورط هذه الايام بعلاقة مع عارضة ازياء صهيونية تعرف عليها في حديقة حيوانات.
4- اخيرا, وحيث فشل العرب في احتلال اي موقع متقدم على اللوائح العالمية من الديمقراطية الى العلوم والاداب الى الرياضة, فان صاحبة اغنية (بوس الواوا) هيفاء وهبي تصدرت مؤخرا لائحة النساء الاكثر جاذبية في العالم مبروك.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)