الحراك المتبادل لتعزيز التعاون الثنائي بين الأردن والجزائر أخذ زخما كبيرا خلال الثلاثة أشهر الماضية ويعكس جدية غير مسبوقة لبناء شراكات فاعلة في مختلف المجالات تحقيقا للمصالح المشتركة ولتعظيم الاستفادة من الفرص والامكانات المتاحة لدى البلدين .

ما يميز هذه المرحلة على صعيد التعاون بين الأردن والجزائر أن هنالك اجراءات عملية وتنفيذية مباشرة لما يتم الاتفاق عليه ومتابعة سير العمل ضمن برنامج زمني ومحددات للانجاز استنادا الى الأولويات في عدد من القطاعات كخطوة أولى لتحقيق التكامل في قطاعات استراتيجية في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصحة والنقل والسياحة وغيرها .

الاعلان عن اتفاقات مهمة للارتقاء بأطر التعاون خلال الفترة المقبلة يتيح زيادة حجم التجارة البينية التي ماتزال دون المستوى المطلوب وتحفيز الاستثمار وتبادل الخبرات والتباحث في مكونات ضرورية للتكامل بما يعزز قدرة البلدين على مواجهة التحديات الناتجة عن الظروف والمستجدات العالمية واختلالات سلاسل التوريد والأمن الغذائي وتقلبات الأسعار .

تشغيل خط للطيران المباشر بين عمان والجزائر يدعم المبادلات التجارية وينشط السياحة بخاصة العلاجية والتعليمية مع الاتفاق على معالجة مرضى جزائريين في الأردن وتحديد 6 مستشفيات لهذه الغاية كمرحلة أولى وعدد كبير من الطلبة الأردنيين يتلقون تعليمهم الجامعي في الجامعات والمعاهد الجزائرية .

الجزائر تملك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ويمكن الاستثمار في هذا القطاع لتلبية احتياجات السوق الأردني من السلع الغذائية الأساسية ونتابع تطورات وآليات تنفيذية خلال الفترة المقبلة في ضوء ما تم الاتفاق عليه خلال مباحثات الوفد الوزاري الذي زار الجزائر على مدى الثلاثة أيام الماضية .

الطاقة والصناعة والنقل أيضا من الملفات التي استأثرت باهتمام مشترك وضمن خارطة طريق شاملة تؤسس لمجالات التعاون على المديين القريب والمتوسط .

بالتزامن مع الجهود المبذولة رسميا من قبل البلدين لبناء شراكات فاعلة في مختلف الميادين مطلوب من القطاع الخاص بكافة مكوناته التحرك للاستفادة من الفرص المتاحة واقامة علاقات اقتصادية متقدمة مع نظرائه في الجانب الجزائري والبناء على ما تحقق من نتائج ايجابية حتى الآن وخاصة بعد الزيارة الملكية الى الجزائر في كانون أول الماضي .

ينتظر العلاقات الأردنية الجزائرية مستقبل واعد وخاصة في النواحي الاقتصادية والتكاملية في مجالات مهمة .

(الدستور)