facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بهدوء .. البناء الحزبي لزوجة منهجية وغياب للمظلة السياسية


عمر كلاب
22-02-2023 12:22 AM

لم يتوقع مراقب او متابع ان تحقق الاحزاب الاردنية طفرة في البرامج او الشعبية, فالبيئة الحاضنة ليست صديقة للاحزاب, واهمها ان العقل الاردني كما باقي العقول العربية لا يحمل ودا للعمل الجماعي, ولا يأنس كثيرا للخلاف الفكري والبحث عن توافقات لحسم قضايا الخلاف, فما زالت عقلية القلعة مسيطرة وما زالت تهم الخيانة والتكفير والشيطنة للمخالف حاضرة رسميا وشعبيا, فنحن لم نستورد المسؤول الاردني من الخارج, بل هو نماء حيوي لهذه البيئة الطاردة, والتي تحتاج الى تطويع وتطوير, لقبول فكرة الحزب والعمل الحزبي الذي يسعى للوصول للسلطة وتبادلها بأمانة ويسر.

المباغت وهذا ليس غريبا وكان في دائرة التوقع الحذر, ان تكون الاحزاب هلامية في النشأة والتكوين, وان تنجح في اجتذاب اسماء كانت حاضرة في الحياة الرسمية, اما كحالة تكنوقراط او كحالة ترقي وظيفي او نبات بعل مما انتجته تربة المصالح الشخصانية والحسابات الصالوناتية, ولم تكن محسوبة او معروفة كحالة سياسية, لا من خلال تقديمها لنفسها كحالة سياسية, ولا من خلال تصريحاتها او سلوكها الاجتماعي والمهني, باستثناءات محدودة لبعض الاكاديميين في العلوم الانسانية وحتى في حقول العلوم العلمية المجردة, وذلك بحكم التخصص او بحكم بلد المنشأ للشهادة الاكاديمية, فدول المنظومة الاشتراكية ودول المنظومة البعثية والقومية اسهمت بفاعلية في التعليم العالي ولا يستطيع احد انكار ذلك.

لن اخوض في الخلفيات الفكرية ولا في التجارب السابقة للمتصدرين اليوم لانتاج الاحزاب حسب طريقة الاستنساخ او التوالد او الهندسة الاجرائية على الارض, فكل المتصدرين للعمل الحزبي هم من ذاقوا حلاوة الاقتراب من السلطة او الجلوس في حضنها او المناكفين لها على امل الاقتراب, وكل ذلك يجري في فضاء لزج ومترنح مثل طبق الجلاتين او الجِلي, فهي مثل كثبان رملية متحركة, تصحو على انتقال من حزب الى آخر او على ولادة جديدة وليتها حتى من الخاصرة, فكل الدعوات الى الانتساب للحزب تخلو حتى من ورقة معرفية او ارضية تأسيسية تصلح للنقاش, بل ان احد الاحزاب النشطة على الساحة قال احد مؤسسيها في لقاء استقطابي, لا تقبلوا حزبا يأتي لكم ببرنامج, فانتم من تصنعون البرنامج, ولا ادري على اي اساس سيأتي الانتساب.

الحالة الرسمية ايضا لا تقل لزوجة او سباتا, رغم ان الحراك هو احد مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية التي تشكلت وعملت تحت غطاء ملكي وضمانة ملكية بعدم العبث بمخرجاتها من السلطة التنفيذية, وهذا ما جرى, لمنني لم افهم التوجيه الملكي بأنه حالة ابتعاد حكومي عن العمل الحزبي, او مشاهدته من بعيد, كما تفعل الوزارة المعنية بالشأن البرلماني والسياسي, بحجة ان ملف الاحزاب في عهدة الهيئة المستقلة للانتخاب التي بدورها تمارس دور المأذون الشرعي وليس المأذون السياسي, فهي تراقب الكفاءة العددية ومنسوب الايجاب والقبول بين الاطراف المتحزبة, وتصدر شهادة الاشهار الحزبي او وثيقة الحزب, دون ادنى دور في التدريب والمساعدة الفكرية والاعدادية, فلا مدارس لاعداد القادة ولا برامج تمكين تدريبية للحزاب على صياغة البرنامج الحزبي, الذي يُصاغ اليوم على طريقة الاماني والوعود, تماما مثل وعود مرحلة الخطوبة.

ما يجري هو تخليق احزاب سياسية وليس يناء عمل حزبي, فلا احد من الحكومة او الهيئة المستقلة للانتخاب يعلم او يدعم او يتابع ما يجري في الحالة الحزبية, التي تتحرك اليوم وفق لا منهجية سياسية, وباستقطابات ووعود سرعان ما ستنعكس على شكل انفجارات وانشقاقات قبل اي مشاركة عامة سواء في انتخابات برلمانية او انتخابات مركزية وبلدية, ولا اظننا نملك رفاه ضياع هذه التجربة التي من الواضح انها في طريقها للضياع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :