أركان الحرب الأوكرانية الجارية ومنذ اندلاع العملية الروسية العسكرية الاستباقية التحريرية الدفاعية غير الإحتلالية بتاريخ 24 شباط 2022 هي ثلاثة كبيرة (روسيا الاتحادية والاقاليم الخمسة المحررة، ونظام "كييف"، والغرب الأمريكي)، ومن اشعل الحرب بداية هو نظام " كييف" المحسوب على التيار البنديري والأزوفي المتطرف الضاربة جذوره التاريخية من وسط الحرب العالمية الثانية، والمتعاون علنا مع الغرب بقيادة أمريكا وحلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي، وهو من رفض الحوار المباشر مع موسكو مبكرا، وعبر " اتفاقية مينسك " وبضغط واضح من الغرب وأجهزته اللوجستية التي يتقدمها جهاز الـ "CIA" الأقوى، وتوجه "كييف" لإنقلاب أوكراني غربي وغرب أمريكي ولوجستي بهدف اجتثاث الحضور الروسي من أوكرانيا، وهو ما حدث عام 2014 بعد التخلص من آخر رئيس أوكراني موالي لموسكو مثل فيكتور يونوكوفيج وتسبب لها بخسران اقليم "القرم"، والذهاب أكثر الى ضم أقاليم شرق وجنوب أوكرانيا " الدونباس " قسرا، انتهت بعودة كافة الاقاليم الخمسة " القرم , لوغانسك، دونيتسك – الدونباس -، زاباروجا، وجانب من خيرسون " للسيادة الروسية والى الأبد وعبر صناديق الاقتراع والرقابة الدولية والحماية العسكرية الروسية، وتقدم روسي ملاحظ تجاه منطقتي " سوليدار وباخموت " لتثبيت سيادة روسيا على " الدونباس " ولمنع حلف "الناتو" من الاقتراب منه.
وروسيا كمحور أول وهام الى جانب الأقاليم الأوكرانية السابقة الخمسة المحررة التقطت اشارة مؤامرة الغرب عليها وعلى الأقاليم مبكرا، واشتمت رائحة " الناتو " العدوانية عن بعد وهو الراغب بالقدوم وبشراسة صوبهم، ولقد حذر الرئيس بوتين "كييف" في وقت سابق بداية الحدث الأوكراني بأن التأمر على سيادة روسيا سيعني تدمير البنية التحتية الأوكرانية، وهو ما نراه اليوم، والمحور الثاني الهام في الحرب الأوكرانية هو نظام " كييف " بقيادة الرئيس فلاديمير زيلينسكي الذي أوهم نفسه ونظامه بأن بمقدوره بسط سيادة بلده أوكرانيا على كافة الأقاليم الأوكرانية السابقة الخمسة وبالتعاون مع سلاح الغرب كاملا ليصل الى مرحلة تفاوض "الند للند" مع روسيا، وهو ما يكرر قوله الرئيس الفرنسي ماكرون وهو المستحيل رغم صيحة مؤتمر " ميونخ 2023 " الداعي لزيادة تسليح "كييف" من دون حسبة بأن تجاوز الغرب للخطوط الحمر في تسليح زيلينسكي سيفضي لصدام مباشر بين روسيا الاتحادية "العظمى" فوق النووية مع حلف "الناتو" فوق النووي أيضا، والنتيجة الممكن توقعها هي تدمير العالم على مستوى الحضارات والبشرية، وروسيا حسب الرئيس بوتين التي تتفوق في سلاحها على الغرب كل عشرة سنين، قادرة على على صد أي صاروخ نووي غربي بمائة صاروخ مماثل .
والغرب الأمريكي بإعتباره محورا هاما في الحرب الأوكرانية انتظر حراك نظام "كييف" السياسي بقيادة زيلينسكي خاصة على أحر من الجمر لتمرير مؤامرته المشتركة، وبحراك نشط من قبل المانيا وفرنسا، وأمريكا، واليابان واستراليا أيضا، بسبب عدم رغبتهم بتفهم السبب العميق للعملية الروسية العسكرية سابقة الذكر هنا، ويغمض الغرب عيونه ومعه اليابان واستراليا عن تسبب " كييف " في مقتل وتشريد أكثر من 14 الف مواطن أوكراني ناطق بالروسية وروسي في مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، ونسيت اليابان الكارثة البشرية التي تسببت بها أمريكا لها نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 عن طريق قصفها بالنووي في مدينتي " هيروشيما وناكازاكي"، وعين الغرب مجتمعا على ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح لكي لا تنهض روسيا أكثر خاصة في المجالين الاقتصادي والعسكري، وعلى استنزاف روسيا من الداخل عبر تفريغ الانتاج الغربي ومن الخارج عبر استمرار تزويد "كييف" بالسلاح الغربي، والتخطيط لتقسيم روسيا حتى وتوزيع مصادرها الطبيعية على أوروبا الكسولة التي رفضت الغاز الروسي وبأسعار تفضيلية، وما يتبقى من فتات يرسل للعاصمة "كييف" التائهة نفسها.
وفي ظل غياب الحوار الدولي الناجع والنافع والهادف لإيقاف الحرب الأوكرانية الدموية المؤسفة الدائرة رحاها حتى الساعة، يبقى الخيار الأقوى لإيقاف الحرب يكمن في تحريك صناديق الاقتراع في العاصمة "كييف" للقدوم برئيس أوكراني مختلف يقود أوكرانيا على غرار قيادة الرئيس فيكتور يونوكوفيج لها ومن سبقه، أو على غرار قيادة الرئيس الكسندر لوكاشينكا لبيلاروسيا، والسياسة اعتدال، ويصعب القبول بإختراق الجبهة الشرقية الروسية والسوفيتية السابقة عبر أوكرانيا- زيلينسكي او كما حدث عام 2008 عبر جورجيا – سااكاشفيله، وبالمناسبة كل من له علاقة بالغرب وبأمريكا تحديدا وبحلف "الناتو" من قادة الشرق تسببوا في انهيارات وحروب، واسم ميخائيل غورباتشوف ليس بعيدا أيضا، ومفتاح وقف الحرب الأوكرانية ان لم يكن بيد زيلينسكي الباحث عن سلام يعيد لبلده الاقاليم الخمسة، وهو محض سراب، فإنه يقع بيد أصحاب الدار الأوكرانية بعد تسليم زيلينسكي لهم، أي الغرب بقيادة العاصمة "واشنطن"، ويبدو لي في الافق الأمور تراوح مكانها وتتجه للتصعيد غير الحميد، ولن تعود الامور بالفائدة على "كييف"، ولن تستفيد من السلاح الغربي لصناعة النصر بهدف الوصول لحوار " الند للند " كما يخيل لنظام " كييف " وللغرب الأمريكي أيضا، والسلام الممكن تحقيقه، هو سلام الأمر الواقع، وتماما كما صرح بذلك الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف، وأخيرا كما صرح الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش ودعا " كييف " لقبول عدم عودة الاقاليم الخمسة لأوكرانيا بسبب انضمامها للسيادة الروسية والى الأبد، ومبادرة صينية جديدة تلوح في الافق صوب السلام.
ويخشى زيلينسكي كما صرح مؤخرا بتوقيع سلام مع روسيا يشجعها على احتلال "كييف"، واعتقد ولا يزال يعتقد بأن السلاح الغربي يشكل مخرجا قويا لما تبقى من بلاده بعد خسران الاقاليم الخمسة لتحقيق سلام مقنع عادل يضمن السيادة لأوكرانيا على كامل اراضيها، تماما كما كان الحال قبل عام 2014، واسرائيل كيان احتلالي استيطاني استعماري شرير على شكل دولة زج أنفه بالحرب الأوكرانية وانحاز لسلطة "كييف" يهودية الجذور، ولأمريكا موطن "الأيباك" للعلاقات اليهودية – الصهيونية – الامريكية الخارجية، وذهب لمماحكة روسيا الاتحادية التي صنعتها وجيشها الأحمر في الزمن السوفيتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية ،وبسبب موقف روسيا الشجاع المساند للقضية الفلسطينية العادلة علنا، المطالب بدولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة، ومع تجميد الاستيطان، ولترسيخ الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وها هي، أي "اسرائيل" تقصف دمشق بوقاحة مجدداً في زمن الزلزال الكارثي المؤسف.