عمون- تعود أصول بعض الأمثال إلى تفاصيل وقصص قديمة، نذكر بعض منها:
أحد الأمثال الشهيرة هو "إللي إختشو ماتو"، ويعود أصل هذا المثل إلى الحمامات التركية القديمة. في تلك الحمامات، كانت تُستخدم الأخشاب والحطب والنشارة لتسخين أرضية الحمام والمياه لإنتاج البخار. وكانت قباب ومناور معظم الحمامات مصنوعة من الخشب.
تقول القصة أن حريقًا اندلع في حمام للنساء، ونظرًا لأن الحمام كان مخصصًا للنساء، فقد كانت النساء يستحمن عاريات ولا يسترهن سوى البخار الكثيف الذي يمنع الرؤية. عندما وقع الحريق، هربت جميع النساء مكتملات الحياء والخوف، ولكن النساء العاريات بقين في الحمام، فتفضلن الموت على الخروج وهن عاريات.
عندما عاد صاحب الحمام ورأى الحالة، سأل البوابة إن كانت هناك أي امرأة قد ماتت، وأجاب البوابة بقوله "نعم"، فسأله صاحب الحمام عن المتوفاة، فأجاب البوابة قائلاً: "إللي إختشو ماتو"، أي أن النساء اللواتي اختشين وترددن في الخروج عاريات هن اللواتي توفين في الحريق.
هناك مثل آخر يروي قصة حمام تركي أُفتُتِح بالمجان، وبدأ الناس يذهبون إليه، وفعلًا لم يأخذ صاحب الحمام أي أموال منهم عند دخولهم. ولكن عندما خرج الزبائن من الحمام، كان يحتجز ملابسهم ويرفض تسليمها إلا بدفع مبلغ من المال. هذا أثار استياء الزبائن الذين اعترضوا بقولهم: "ألم تقل أن دخول الحمام مجاني؟" فكان رد صاحب الحمام: "دخول الحمام مش زي خروجه"، أي أنه قدم الخدمة مجانًا عند الدخول ولكنه احتفظ بالملابس للزبائن حتى يدفعوا لاستعادتها عند الخروج.
ثم هناك مثل يقول: "اختلط الحابل بالنابل"، ويعود أصل هذا المثل إلى عادة الراعي أو المعاز بعد موسم الحلب للماعز. فهو يعرّب القطيع ويفصل المعاشير (الماعز الغزيرة اللبن) عن غير المعاشير (الماعز القليل اللبن)، ثم يبيع الماعز غير المعاشير بشكل منفصل ويحتفظ بالمعاشير لتحقيق أرباح أكبر. وغالبًا ما يحدث خلط بين المعاشير وغير المعاشير، فيثور الراعي ويقول: "اختلط الحابل بالنابل"، وذلك للإشارة إلى أن الأمور ارتبكت وتشوشت.
وهناك مثل يقول: "نومة عبود"، ويعود أصل هذا المثل إلى رجل يُدعى عبود كان يعمل حطابًا، وكان بشكل عام لون بشرته أسودًا. قد بقي في محتطبه لمدة أسبوع دون أن ينام، ثم انصرف وقضى أسبوعًا آخر نائمًا بشكل متواصل. ومنذ ذلك الوقت، أُشيعت قصة عبود وأُطلق المثل "نومة عبود" للإشارة إلى شخص ينام بثقل كبير.
وأخيرًا، هناك المثل الشهير "اختلط الحابل بالنابل"، والذي يستخدم للإشارة إلى أن الأمور أو الأشخاص أصبحوا مربكين وصعبي التمييز بينهم