facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مستقبل التعليم .. وهل نحن مستعدون؟


د. أميرة يوسف ظاهر
19-02-2023 12:10 PM

يتجه العالم إلى طرق مختلفة للتعليم تقوم على رقمنة التعليم، والخروج من دوائر تقليدية زادت من تراجع المستويات الرئيسية على مستوى الدول في القراءة والرياضيات والعلوم، وقد يضاف المستوى التعليمي لعلوم الحاسوب المتطورة كمادة علمية عامة، يتم التعمق فيها إلى مواد جديدة بدأت تظهر في الجامعات العالمية المتخصصة في علم الحاسب الإلكتروني، وإذا كنا قد سرنا منذ ثلاثين عاما أي منذ بداية الثورة الرقمية التي بدأت مع انتهاء الحرب الباردة، فإننا نعرف بالمحصلة -أنه بقليل من التغييرات التي تجاوزنا بها العالم منذ زمن وجيز ونوشك نحن على سبرها- المسافة التعليمية التي سنسير بها عبر الثلاثين عاما القادمة.

وفي ذات السياق لا بد استقصاء تجارب اليابان وألمانيا والدول الاسكندنافية، والتي تتفوق في أغلب المرات في المستوى الدولي في اختبارات القراءة والقراءة والعلوم، مع وجود تراجع نسبي في بعض هذه الدول إلا أنها ما زالت على الهرم الدولي، وتأخذ هذه الدول بالأدوات التي يستشرف بها العالم، والتي يمكن أن تذهب إلى التخلص من الغرفة الصفية والإسناد والتوجيه عن بعد، وانتقال دور المعلم إلى التعليم المباشر بحيث يقوم معلم واحد بتدريب طالب واحد عبر وجود جهاز لوحي متخصص ومتقدم يكون قناة الوصل مع المعلم بشكل وجاهي أو غيابي أو مدمج، ويسعى المعلمون أن يقوموا بالعمل على اكتساب المهارات في التقييم الشفوي، مع عمق في انتقاء وتصميم المناهج وتحديثها والتقليل من المناهج الإنسانية وزيادة في العلوم الاجتماعية والنفسية، والانتقال إلى المدرسة المتحركة إذ يقوم الطلبة بتغيير المكان الدراسي عبر مركبة خاصة مجهزة بالأدوات التعليمية التي يشعر الطلبة بالمتعة في استخدامها، ويقومون بممارسة الرياضة المتنوعة ليصبحوا قادرين على التكيف بأجواء بيئية وتعليمية تناسب قدراتهم وتحاكي التقدم المتسارع لمختلف العلوم، وتزيد من إدراكهم بالتخصصات التي اختاروها في فترات مبكرة من حياتهم الدراسية، وسيكون لزاما على الطلبة والمدرسين أن يكونوا قادرين على استيعاب الوقت المخصص للدراسة بأنه سيشمل أوقات غير ما سيتم برمجته كجدول دراسي، فهناك حصص سيتم تخصيصها عن بعد يشارك فيها الآباء والأمهات والأصدقاء في أجواء فكرية ورياضية واجتماعية ونفسية، إذ يتم استهداف سد النقص الذي سيتولد بسبب الاستخدام الشخصي للحواسيب والهواتف الخلوية، وسيكون لزاما على النظام التعليمي أن يحرر طاقات الطلبة من قيود جاذبية الأجهزة الإلكترونية المختلفة، إلى القيام بزيارات اجتماعية للأقارب والأصدقاء والتحدث في المجالس، وسيكون هناك طرق لتقييم الطلبة الذين سيتم بناء قدراتهم ليكونوا قادة في النقابات والأحزاب والمؤسسات الاقتصادية والسياسية وغيرها.

وفيما يتعلق بالتعليم المهني والشامل سيكون هناك الكثير من المعامل والمشاغل داخل وخارج المدارس، بحيث يقوم الطالب في مختلف مراحله العمرية بتقديم ساعات تدريبية كل عام وتحت إشراف أستاذه المؤهل من خارج المدرسة ويتم تحديد المشاغل التي سيتم اعتمادها وتقديم دعم معنوي ومادي لهذه المشاغل نتيجة قيامها بتدريب الطلبة لديها في مختلف المجالات.

لذلك لا بد من القيام بتأهيل مرحلي للمدرسين الذين سيقدمهم النظام الاجتماعي والسياسي على أنهم قادة في مختلف المجالات، وسيسعى القادة التربويون على إيجاد مناهج مرنة، يكون الطالب أمام خيارات متعددة للحصول على المعلومات، وتخفيف التشدد في تقييم الطلبة في مختلف المراحل، وقد يكون هناك تحديد للصفوف الالزامية في اختيار المناهج والمشاغل وهذا سيتبعه طرق أكثر حرية لقيام الطالب باختيار المناهج وأماكن التدريب مع مرور الوقت.

ولا يعني هذا أن هناك خارطة طريق لما ستصل إليه عملية التدريس عام 2050 مثلا، ولكن هناك دول تتجه في أساليبها الدراسية إلى هذا المستوى، وعلى المتتبع أن يعتقد جازما أن الجامعات ستمر بهذه المرحلة بشكل مبكر دون أن يكون هناك مبررات لأي تحول دون التدرج والتمحيص.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :