ما خطاب الكراهية؟
حسب المنظمة/ الأمم المتحدة، فأن خطاب الكراهية نوع من أنواع التواصل الشفهي أو الكتابي أو السلوكي باستخدام لغة تمييزية تَمسّ شخصا أو مجموعة أو هوية على أساس الدين أو الجنس أو العرقية (الإثنية) أو اللون أو النوع الإجتماعي.
ويمكن القول أنه تعريف أقرب إلى الشمولية في مفهوم خطاب الكراهية ، فهو خطاب يتعارض مع قيم التسامح والعيش المشترك والحياة بتناسق في المجتمعات الإنسانية، فأي دعوة إلى العنصرية أو التحيّز إلى النوع الإجتماعي أو الإثني وتؤدي إلى الإنِداء، معنوياً أو إجتماعياً أو جسدياً، أنما هي نوع من أنواع الكراهية، في المجتمع الواحد، أو ما بين المجتمعات.
ولعل أخطر أساليب خطاب الكراهية، ذلك الخطاب الذي يحرّض أو يؤدي إلى العنف، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء أكان موجها لجماعة أو قطاع مجتمعي مهما كان حجمه أو مهما كانت صفته، وغالبا ما ينمو خطاب الكراهية في أجواء مشحونة بالتوتر، سياسياً أم أقتصادياً أم أجتماعياً.
وأشارت معظم الدراسات في خطاب الكراهية إلى عامليْن أساسييْن في نشره:
أولهما: سوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، محلياً أو إقليمياً أو عالمياً، بما يهددّ الأمن الإنساني والسلم المجتمعي، وبخاصة في نشر المعلومات المظلّلة أو الزائفة التي تؤدي إلى انتشار وتعميق خطاب الكراهية.
وثانيهما:الوسائل الإعلامية والإعلانية المتحررة من المبادىء والقيم المجتمعية والإنسانية المشتركة، وهو ما يطلق عليه الوسائل اللا إنضباطية.
ويكاد يتفق معظم الباحثين في السلوك الإجتماعي على أن أنجع السبل الوقائية من هذا الداء المجتمعي والإنساني هو التعليم:
-حيث تعنى الاساليب التربوية بتعزيز النهج الديمقراطي: بممارسة الحوار واحترام الرأي الآخر، وتقبل التعددية الفكرية، ونشر مفاهيم التسامح في المواقف التعليمية التعلّمية، عملياً لا نظرياً فحسب.
-كما تُعنى الأساليب التربوية بعملية التنشئة الإجتماعية والسلوكية التي تغرس في المتعلم المسؤولية المجتمعية، فردياً ومجتمعياً، في تماثل ما بين الفكر والتفكير العقلاني من جهة، والسلوك الإيجابي من جهة أخرى.
وأخيراً، أن ثمة مسؤولية إجتماعية وأخلاقية أمام القيادات المجتمعية والفكرية والثقافية لنشر التوجيه الإجتماعي والسلوك المجتمعي الإيجابي.