لقاء الأسد بالصفدي .. ظاهره انساني وباطنه سياسي
د.محمد البدور
17-02-2023 06:20 PM
زيارة وزير الخارجية ايمن الصفدي الى سوريا ولقائه بالرئيس السوري امس الاول قد تكون في ظاهرها انسانية وتعببرًا عن التضامن الاردني مع الشعب السوري بفاجعة الزلزال
وقد يكون ايضًا باطنها سياسي وغزل اخوي بين البلدين ونحن نرى ترحيب الاسد بالصفدي وتقديره لما قدمه الاردن من فزعة عربية اصيلة ومساعدات انسانية للمنكوبين من الاشقاء السورين الذي عصفتهم فاجعة الزلزال..
ترى ما ابعاد هذه الزيارة؟، وما هو العقل السياسي الباطن للبلدين؟. لاشك ان الأسد يقدر دور الاردن السياسي المحوري الاقليمي في المنطقة ويقدر الثقل السياسي لجلالة الملك في الموازين الدولية كما انه يعلم ان العودة الى التعاون مع الأردن انما هي مكسب لسوريا من الناحية السياسية والاقتصادية والتنموية واللوجستية والفنية باعتبار ان الأردن الرئة السورية التي يسعى لان يتنفس من خلالها النظام السوري ليأخذ الشهيق السياسي من الصدر العربي وان الأردن بوابة العبور لدول الخليج العربي وغيرها، لذلك فإن السدّة السياسية للقرار السوري تجد ان في الأردن منفعة قومية واستراتيجية لها في سعيها لاستعادة حضورها للحاضنة العربية والدولية.
الحقيقة ان الاردن لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع سوريا منذ انطلاقة الثورة الشعبية السورية ولو انها كانت شبة مجمدة بسبب القرارات الدولية التي اتخذها المجتمع الدولي ضد النظام السوري وبقيت سفارة سوريا مفتوحة امام الرعايا السوريين في الاردن كما ان الأردن اليوم يحتاج ايضا الى مزيد من التفاهمات مع الجانب السوري خاصة في قضايا الحدود لكون الجنوب السوري اصبح مصدر قلق وازعاج للأمن الوطني الأردني واصبح مرتعًا لعصابات المخدرات والميليشيات المسلحة والارهابية بعيدا عن اي رادع للنظام السوري لهذه الارهاصات الإجرامية للضغط على الاردن او مجادلته بالقوة لفرض اجندات سياسيه تكون بمثابة معاقبة للاردن بوقوفه الى جانب الاجماع الدولي تجاه نظام الحكم في سوريا.
على اية حال فان ما نجده في هذا اللقاء بين الاسد والصفدي ان هناك غزلًا سياسيًا بين البلدين وقد تشهد الايام القادمة مزيدًا من الانفراج وتكسير الجمود السياسي بين الجارتين وعلى الأقل في مجال الامن وضبط الحدود والتبادل الاقتصادي واجراءات تتعلق بتسهيل الزيارات البينية بين البلدين على الصعيد الشعبي سيما وان الأردن يحتضن اليوم اكثر من مليون وثلاثة مئة الف لاجئ سوري. كما ان هذا اللقاء من المتوقع ان يردفه لقاءات امنية واقتصادية ولوجستية فنية بين مسؤولين من الجانبين.
الحقيقة ان الأردن دائما مع الإنسانية ولا يغفل عن سعيه الدؤوب لتعزيز روابط الاخوة مع كل بلاد العرب وبالتالي فان اي تفاهم سياسي وتعاون مع سوريا انما يصب في مصلحة سوريا أولا وكذلك الأردن لطالما يرتبطان بجوار جغرافي وديموغرافي ظل عميقا على مر الزمان رغم كل الاختلافات بوجهات النظر السياسية.