انقضى منذ يومين يوم من ايام اعياد الوطن والعالم.. الا وهو مايسمى بعيد الحب وكان له عدة وجوه وكان الوجه الكاذب فيه مليء بالبطولات والادعاءات والاكاذيب والتزيف والمخادعه والخيانات المبطنه والابتسامات الصفراء والدموع التمساحيه والأرق والثقه المجهوله في معانيها والعهود الملونه والوعود الغير محققه.
كان ذاك اليوم يعتلي اللون الاحمر اصحاب هذه البطولات وكانت الوردة الجورية وقد قطعت من جذورها محرومة من العيش الرغد لتنتهي بعد ايام وقد اصبحت في عالم الجفاف محتفظين بها اما ما بين اوراق كتاب او على صحن صيني للعرض.
كان ذاك اليوم تبادل الهدايا الثمينة والنفيسة وكان الحال يتحدث عن نفسه في التبرير .
كان ذاك اليوم يوم عابق بالموسيقى التي لحنت لهذه الاله الاكبر فرودايت.
كان ذاك اليوم تعم فيه شبكات التواصل الاجتماعي بالتهاني والحديث والمجاملات .اما الوجه الثاني الحقيقي فهو.
جميل هذا اليوم وقد استوقفني المنظر التاريخي بجانب صخرة فرودايت على طريق بافوس في قبرص جزيرة الحب وعشاق هذا اليوم يطوفون سباحه حول هذه الصخره وايديهم متشابكه وقلوبهم صافيه والسنتهم صادقه.
ان من يقرأ ما كتبت يظن بأنني غير موافق على هذا الموضوع ولكن الحقيقه إنني موافق وموافق جدا ضمن منطقية المصداقيه واعترف به ولولا ذلك لما اسميته عيد وطني .
اما سؤالي كم كان هناك من اصحاب الوجوه والقلوب الصادقه في ذاك اليوم صادقين في مشاعرهم وكم كان منهم يحملون الحب الحقيقي في قلوبهم وكم كان هناك من حول الالم إلى أمل وكم كان هناك من وعود حققت وكم كان هناك من عهود جددت .
فوالله لو كان الأمر فيه من صحه ومصداقيه في معانيه لرأينا شمس الليل أقوى شعاعآ من شمس النهار ولرأينا نور القمر في النهار اقوى من نوره في الليل ولرأينا بأن شجر الحور العقيم قد زهر منه الجوري ولرأينا السماء تمطر ذهبآ والغيوم تصنع قلاده ماسيه والبحر يخرج من زبدة اللؤلؤ ومع كل كلمة صادقه يتدخل البرق والرعد للتهنئه .