جدلية المشهد الأردني بعد توسد الحق الدستوري
29-11-2010 03:16 PM
إن التطورات التي ستميز المشهد الأردني وعلى كافة الأصعدة بعد اكتمال الحق الدستوري المتمثل في إعادة تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية لهي غاية في التعقيد .. كونها ستشهد حراكا جديدا مرتقباً على صعيد الشارع الأردني .. وبالتالي حاسمة في كيفية تدبير الشأن الداخلي .. في جدلية حتمية تتطلبها طبيعة المرحلة .. والتي تعني وبكل بساطة .. النظرة الواقعية نحو مستقبل واعد ينظر له كل الأردنيين من مختلف ألوانهم وأطيافهم على أمل النهوض بالوضع العام بحس من المسؤولية.. وبنظرة شمولية واعدة ترقى إلى طموح الجميع قيادة ومواطنين .. تمتاز بطابع تكتنفه الإرادة القوية والجرأة في التعاطي مع القرارات التي تتطلب المزيد من البذل والعطاء والمقدرة على التفاعل مع جميع أركان مجتمعنا الأردني المتعطش لمزيد من روح العمل المسؤول .. لوضع الحلول الجذرية للكثير من القضايا والهموم التي تعترض مسيرة العطاء .. وبطبيعة الحال حول الوصول إلى الارتقاء بالشأن العام الذي يخص مصالح الوطن والمواطنين..
وما هو إيجابي وجوهري في هذه الجدلية هو ضرورة إبرازها لوضعية سياسية واقتصادية واجتماعية لطالما طمحنا أن تكون على درجة معقولة .. وبشكل مغاير للحقبة الزمنية الماضية بكل سلبياتها وتراكماتها .. لتلبي طموح الجميع للولوج إلى الحياة الفضلى.. فدعونا جميعاً نتفاءل بالخير بكل ما تعنيه هذه الكلمة .. متمنين أن يوحي المشهد الحالي بذلك ..خاصة أن كل شئ جديد بجديد ( الحكومة والنواب والأعيان ) فالمهم أن تكون بوادر الخير قادمة لا محالة بكل ما هو جديد من أصحاب المعالي والسعادة النواب والأعيان إضافة إلى الطاقم الوزاري الحديث برئاسة دولة السيد سمير الرفاعي .. ونحن لا بد لنا أن نتوسم بالجميع الخير رفعة للأردن والأردنيين فالجميع يتمنى طابع حياتي ومعيشي جديد يشعر به كل الأردنيين من كل حدب وصوب .
فمن الضرورة الأكيدة في واقع المشهد الأردني أن لا يكون هناك أي خلاف أو تنافر دراماتيكي فعلي بين المتسابقين لخدمة قضايا الوطن .. فلقد سئمنا المزايدات والمناظرات .. بل إن ما يفرضه ذلك الواقع .. والملموس لدى الجميع .. أن التوافق والانسجام حتمي بين جميع المعنيين لإبراز الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث لن يكون هناك بديل عن الدافعية والعمل التوافقي الجاد الدؤوب والمخلص للنهوض بمختلف جوانب الحياة التي تخاطب واقعنا بمزيد من الإلحاح نحو إعادة بناء المصالح الوطنية نحو النمو والتطور .. مبتعدين عن أي نزاعات أو خلافات على مصلحة الأردن كأولوية حتمية تخاطب وجدان كل أردني شريف ..بل ولا نريد أي جدال مع أي تيار مهما كان اتجاهه آو حتى أي تنافر أو تناحر فردي بين هذا وذاك.. فكلنا ننتمي إلى هذا النسيج المتآلف والمتحاب .. ولا نمتلك سوى أجندة الوطن .. وكل ما يتعلق بمصلحة الأردن العليا .. وكل من هو خارج هذا التفكير فهو ليس بأردني .. ونحن منه براء إلى يوم يبعثون ..
إن طبيعة المرحلة القادمة تتطلب اعتماد مبادئ واضحة وخطاب يتماشى والتطورات الحتمية والضرورية التي يشهدها الواقع في مختلف جوانبه الأردني والدولي .. بعيدا عن الركود أو العجز .. مع الابتعاد عن تشبث البعض بمواقفهم وأفكارهم ..وعدم إتاحة الفرصة للآخرين لحمل لأفكار التنموية الجديدة..وأخذها على محمل الجد . بل ويجب أن يكون هناك مسؤوليات تشاركيه ونوعا من التمازج والاختلاط في جميع الأفكار النهضوية .. فالواقع يفرض نفسه .. والحقيقة لا يمكن نكرانها .. لذلك يجب أن تتجلى وتتوسد أفكار الجميع على تدبير الشأن العام وخاصة الاقتصادية والاجتماعية والمتعلقة بالمستوى المعيشي للمواطنين .. فالمواطن الأردني لا يهمه سوى الأعمال بخواتيمها الفعلية والتي تعود علية وعلى عائلته بالنفع كي يرقى إلى مستوى معقول من الحياة الكريمة ..فمن يتبنى هذه الأيدلوجية (فليشمر) عن ساعده ولن نسمح له أن يكون هو وبرامجه الإنقاذية بعيدا عن واقعنا .. ليقف من بعيد لبعيد موقف المنظر بأفكار تهبط العزيمة.. بل ومن الضرورة بمكان أن يتبنى الجميع سياسة تلامس مباشرة واقعنا وبكل همة ومسؤولية .
إننا ونحن نحفز هممنا للعمل سويا للرقي بمستوى معيشة الإنسان الأردني.. بعيدا عن المصلحة الفردية واحتلال المناصب والشخصنة والاستحواذ على الامتيازات .. فكلنا أردنيون ومن حقنا تقاسم ثروات عرق جبيننا. هذا ما يسعى إلى إرساء المبادئ التي تربينا عليها في الوحدة والحرية والحياة الفضلى ..من خلال سياسة التقرب فيما بيننا والإنصات للجميع وإشراك الجميع .. ضمن سياسة تكافؤ الفرص في ولوج كل المجالات.. وجعل المواطن الأردني يحس بأنه فاعل حقيقي ومشارك ضروري .. كل حسب مؤهلاته.. في اختيار توجه سياسة الأردن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا معززين ومجندين وراء قيادة جلالة الملك أدامه الله رمز لكل الأردنيين.
إننا بحاجة جادة إلى تغير مفاهيم كثيرة نحتاجها جميعا .. فمن أراد أن يمضي قدما في بناء الوطن فميدان العمل مفتوح للجميع ..ومن أراد أن يقف على قارعة الطريقة فذلك شأنه.. والمحطة النهائية التي نأمل أن نصل إليها عبر مسيرة الخير القادمة هي النهوض بالجميع نحو حياة كريمة يراها صاحب الجلالة باهتمام بالغ .. عندما سنعمل سويا على تدبير شأننا الداخلي بسواعد الرجال وبذلك يصبح من الواجب على الجميع شحذ الهمم وبناء الوطن وفق المعطيات التي تقتضيها طبيعة المرحلة .
فلننكب جميعا على تحقيق ما هو مهم لتحقيق نماء الوطن والمواطن.. والتقدم والرخاء والازدهار والمنعة والقوة والكرامة وهو بكل بساطة عيش كريم قوامه : وطن للجميع .. أمن واستقرار.. مستقبل واعد للأجيال القادمة .. وعمل منتج .. واقتصاد تنافسي ..
وفقنا الله جميعا لما فيه خير أردننا و تقدمه وازدهاره في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .