التعاون العلمي الأردني الجزائري ..
د.حسن عبد الله العايد
29-11-2010 01:40 PM
يشارك وفد من الأردن في مؤتمر المذهب المالكي تاريخ وآفاق ، حيث يلتقي علماء المسلمين والمفكرون ورؤساء المؤسسات الدينية بدعوة من الجامعة الافريقية العقيد احمد درية بادرار /الجزائر، يجددون كل عام مودة سالفة ، ويخطون نحو مودات جديدة يتبادلون العلم والمعرفة و الآراء والخبرات، ويتعارفون ويفكرون بأمور العباد والبلاد وأمور المسلمين.
و جامعة أدرار تنظم الملتقى الدولي الثالث عشر حول المذهب المالكي تاريخ وآفاق إذ يتناول قضية فى غاية الأهمية، وحينما يتعلق الأمر بشخص الإمام مالك فإنه يعرف عنه أنه كان شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وافر الأدب معه، كثير الاعتناء بحديثه، قوي التمسك بمضامينه. وقد بلغ من أدب مالك مع شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يركب دابة في المدينة المنورة توقيرا لجسده الشريف صلى الله عليه وسلم .
إن عالمنا المعاصر ، رغم مكتسباته الإيجابية الكبيرة، فإنه يحفل بالأهوال والمخاوف وأعمال العنف والتمييز والإرهاب وانعدام الأمن وتعدد النزاعات. وعليه فإننا نشعر بالحاجة إلى قوة الإسلام وكذلك مذهي علم المدينة المنورة الامام مالك بصفته دين المعرفة والأخلاق والعدل لإنقاذ الاجيال القادمة من هذا الوضع المخيف .
أن العالم يواجه في الوقت الراهن تحديات جديدة تنطلق من جماعات العنف والسطوة من ناحية ، ودعاة التوسع والهيمنة من ناحية أخرى ، وأضاف أن الإرهاب والتعصب قد أساء إلى الوجه الإنساني والتحرري للدين وللإنسانية ، كما أساءت القوة والهيمنة والأحادية إلى المفاهيم القيمة للحرية والديمقراطية ، لذا أصبح من الواجب الابتعاد عن الإرهاب والآحادية ، وسبيلنا إلى تحقيق ذلك ، هو الإسلام وتعزيز مذهب االامام مالك ، الذي يسعى لتحقيق والعدالة وإعلاء القيم الاسلامية. و أن أي فكر أو انتماء يجيز التمييز والعنف والإبادة ، بعيد عن روح الإسلام وجوهره ، وأن أي قوة تقوم بسحق الإرادات والغاء الاخر و المدارس الفكرية الدينية الاخرى لهو تجني على الحقيقة وتشضي على الاسلام دين الحق .
لا شك أنكم تعلمون أن المشروع الحضارى لنهضة المسلمين أمل راود علماءنا ومفكرينا ا منذ قرون، منذ أن بدأ الوهن يدب فى المجتمع الإسلامى.
وقد تحدث علمائنا و مفكرونا وكتبوا فى ذلك كتبا، ونحن فى هذا العصر، وفى هذه الأيام أحوج ما نكون إلى المشروع الحضارى لنهضتنا بعد أن تعرضنا لغزو فكرى مدمر ولمظاهر لابد من أن نتفكر في كنهها في عصر العولمة الحداثة واختصار المسافات والوقت عبر اللياف الضوئية .
ومن أولى من جزائر العروبة، التي ينتشر بها مذهب الامام مالك رضي الله عنه ، ومعلمة الفكر الثوري للعالم ، والمنافحة عن الاستقلال والحرية وتقرير المصير ، ضحت بمليون ونصف شهيد من اجل الكرامة والاستقلال من أولى من الجزائر ومن علمائها الاجلاء ، ومن هذا الملتقى الدولي حول المذهب المالكي ، من أولى من كل هؤلاء العلماء ليتصدو لمثل هذه المسئولية العظيمة.و فى كل اجتماع يتأكد لنا ترسيخ مظاهر الوحدة الوثيقة بين المشرق العربي والمغرب العربي والمجتمع الإسلامى عامة.
هذه الوحدة بين المسلمين يؤازر بعضهم بعضا، فهم جميعا يتعرضون لغزو فكري هدام يحتار فيه الانسان و يطلب السداد في الراي بعد ان تعددت قنوات الافتاء وتلونت بين الشط المتشدد والسهل الممتنع.
إن مشاركة وحضور هؤلاء العلماء اصاحب الفضيلة جاء و من كل حدب وصوب ليؤكد لنا ويطمئننا على تماسك هذه ا الأمة ووحدتها.
و نتوجه بالشكر الجامعة الافريقية العقيد احمد درية بادرار ممثلة بالاستاذ الدكتور أ.د عيسى قرقب رئيس الجامعة ولوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية على دعوتنا لحضور هذا المؤتمر .
وأخيرا كل الشكر والتقدير للجنة المنظمة لهذا الملتقى على حسن ودقة التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة العربية الاصيلة ممثلة بـ د. لعلى بوكميش وكل من ساهم وشارك في دفع مسيرة التعاون العلمي العربي.