facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللوبي الأردني- الفلسطيني .. حلم السلاح السياسي


خالد قشوع
16-02-2023 02:28 PM

من أهم كواليس صنع القرار في واشنطن جماعات المصالح ولوبيات الضغط التي تشكل مجتمعة خريطة صنع القرار في دوائر الحكم في الولايات المتحدة، والتي تعمل وفق مكائن يتم ضخ المليارات فيها سنويا بهدف التأثير على صنع القرار الأمريكي تجاه قضية ما وبالتالي القرار الدولي. لقد بدأ عمل اللوبيات في واشنطن منذ القرن التاسع عشر حيث كانت حلقة أتصال، وحركة تأثير على الكونغرس بشقيه، وتنوعت أدوار اللوبيات بين السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

لقد أدركت الدول التي تمتلك مصالح في أو مع الولايات المتحدة، أو تلك الدول التي تحظى بوضع خاص دوليا أهمية وجود جماعة ضغط منظمة لها في الولايات المتحدة إذا أرادت تلك الدولة أن تخاطب واشنطن بلغتها وهي لغة "المصالح". إن تشريع وجود جماعات المصالح ولوبيات الضغط في الولايات المتحدة جاء بشكل مقونن مما ساعد دولا كثيرة على بناء قاعدة سياسية وإعلامية واقتصادية لها في الولايات المتحدة مثل روسيا واليابان والصين وقطر والإمارات العربية المتحدة.

لماذا نحتاج الى لوبي أردني-فلسطيني في واشنطن؟

إن ارتباط استقرار الأردن بحتمية حل الدولة الفلسطينية وتداخل كلا البلدين جغرافيا، و ديموغرافيا، ناهيك عن العمق الديني المتمثل في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف. اضافة الى تناغم السلطات الأردنية مع السلطة الفلسطينية في كافة المواقف الدولية والعلاقات المتميزة التي تجمع بين جلالة الملك عبد الله والرئيس عباس. كل تلك المشتركات تجعل من كلا البلدين حلفاء مع مرتبة الشرف، مما سيسهل صياغة أسس الخارطة الفكرية التي تشكل أولويات جماعة الضغط "الأردنية-الفلسطينية" التي ستمهد طريق واشنطن أمام مؤسسات البلدين.

لا يستطيع كل من الأردن أو فلسطين تشكيل لوبي بشكل منفصل أو مستقل عن الأخر وذلك نظرا الى أن أعداد الأردنيين في الولايات المتحدة متواضعة مقارنة مع عدد السكان، حسب إحصاءات عام 2014 بلغ عدد الأردنيين في الولايات المتحدة حوالي 80 ألفا. و قد كانت أعداد الفلسطينين أكثر حيث بلغت نحو 252 ألفا حسب أحصاء عام 2019. وعليه فإن الفلسطينيين يحتاجون لعلاقات الأردن الوثيقة مع واشنطن و الى الخبرة الكبيرة المتراكمة لدى المؤسسات الاردنية، و يحتاج الأردن إلى الثقل البشري الفلسطيني المتواجد في الولايات المتحدة و الذي يحمل في طياته جالية ميسورة الحال ستكون نواة نشيطة لبناء هذا اللوبي.

 مكونات اللوبي و أجندته

ان مصب القوة الحقيقي للوبيات الضغط هي واشنطن ويمثل الكونغرس الأمريكي واجهة ساحة المعركة السياسية في الولايات المتحدة بعد اصطفاف الفائزين كل تحت مظلة داعميه نهاية كل انتخابات عامة أو نصفية، و يكون التركيز على استمالة أكثر الأعضاء تعاطفا مع القضايا التي تمس كل من الاردن و فلسطين. وقد يكون التوقيت اليوم هو الأفضل منذ عقود للبدء بهكذا مشروع نظرا الى تنامي الحركة اليسارية في المشهد الأمريكي مما يتطلب مجهود أقل للتأثير في استمالة شريحة واسعة من الساسة الأمريكيين.

إن تواجد أفراد الجاليتين في بعض الولايات الرئيسية مثل نيويورك و كاليفورنيا و نيوجيرسي يمثل حجر أساس في بناء مجتمع متكامل للجاليتين هناك. حيث يمكن خلق دائرة اقتصادية مغلقة تنتج في الولايات المتحدة و تستثمر في الأردن، مما يعزز الاستثمار و يرفع حجم التبادل الاقتصادي بين الولايات المتحدة والأردن.

كما أن نوعية أفراد الجاليتين تمتازان بأنهما على درجة عالية من التعليم و الثقافة بالاضافة الى وجود طبقة واسعة من رجال الأعمال أصحاب التأثير و النفوذ في الولايات المتحدة، و سيسهم مثل هكذا لوبي في زيادة قوتهم ونفوذهم وزيادة حجم تركيزه على الدوائر التي يمكن لها أن تؤثر في عملية صنع القرار على مستوى الولاية أو المستوى الفيدرالي.
 
نظرة على "أيباك"

تقود اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة "إيباك" اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وبالرغم من أعداد اليهود في أمريكا لا تتجاوز 3% إلا أن تأثيرهم واضح إعلاميا وسياسيا واقتصاديا و قدرتهم على التأثير المباشر في إيصال الفائز إلى البيت الأبيض أمر لا شك فيه. إلا أن مصدر قوتهم الحقيقي ليس ثرائهم المالي أو تنسيقهم المنظم والمنضبط فحسب بل ان جزء كبير من نجاح الطرف الصهيوني في لعبة لوبيات الضغط هو غياب الطرف العربي عن المعادلة، و انشغال اللوبيات العربية حديثة النشأة بالمصالح القطرية و تركيزها على الجانب الاقتصادي الخاص ودولها و محاولة تحقيق مصالح سياسية قطرية قصيرة المدى و عدم وجود إطار عربي موحد للعمل بهذا الاتجاه. ولكن لازالت الساحة السياسية الأمريكية مفتوحة لمن أراد لعب أوراقه بها و محاولة اجتذاب أطراف خيوط اللعبة بين يديه على أنها تتطلب استثمارا ماليا و سياسيا و بشريا عالي التكلفة ولكن بالتأكيد سيكون مردوده مجزي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :