يبدو أن بيت القرار الامني في البنتاجون، اتخذ قرارا بتوسيع مساحة الاشتباك ورفع وتيرة التصعيد على كافة جبهات المناورة بالذخيرة الحية، وهي مساحة المناورة التي يقوم بتنفيذها بهدف تحديد حدود النفوذ الاقليمية للدول الجيوسياسية لتبقى مناطقية ولا ترتقي الى مستويات اخرى جيواستراتيجية.
لن يكون المقدور السيطرة عليها في خيوط تشابك المصالح الدارجة بين الفلك روسي ووالمد الصيني مع اعلان ايران دخول كطرف بهذا التحالف اضافة لحالة الاستقطاب التي طالت تركيا مؤخرا وهو ما يجعل من درجة الاشتباك تكون واسعة وحالة المناورة بتصعيد مستمر ودرجة الاستقطاب آخذة بالتصاعد.
وهذا ما يمكن مشاهدته بالخاصرة الغربية التركية وعلى امتداد الواجهة البحرية للمتوسط وبمناطق استهداف محددة بايران وكذلك على امتداد خط المناورة الشرقي في بحر الصين حيث اليابان والفلبين وتايوان.
هذا اضافة لعملية استخدام بعض الاسلحة النوعية من المخزون الاستراتيجي للدول المتشابكة والتي كانت محذورة في السابق مثل اسلحة المناطيد وهارب اضافة الى كيمتريل وبيغاسوس المداري المتطور الامر الذي يجعل من مساحة المناورة ذات مساحة واسعة وتحمل درجة تصعيد اعلى من السابق.
وهو ما يولد درجة ضغط على الجميع ويجعل من مساحة التحرك محدودة وعناوين التنمية الاقتصادية في ضائقة مستمرة ومسرح الاحداث بتحول تصاعدي من الدرجة الامنية الاحترازية الى المكانة الحربية العسكرية المتحفظة.
وهو ما يجعل الدول المتداخلة تعيش بين اتجاهين احداهما يقظ والاخر متحول، واما الاتجاه اليقظ فعليه واجب رفع وتيرة التأهب والاستعداد بينما يقوم الاتجاه المتحول بالاستعداد لانخراط في المنازل التي تم اختيار الدخول فيها نتيجة لفظه من تيره وتم استقطابه لاخر، والجميع يدخل في معمة مراهنات ليست بسيطة وستكون صعبة فيي حال رفعت وتيرة التصعيد وبدأت تخيم على الاحداث مناخات حربية.
والعالم يعيش بين أحادية قطبية تريد الابقاء عليها امريكا وحلفائها واخرى تعددية اقطاب تريد بلورتها دول التحالف المناوئة لها بقيادة الصين وروسيا، تحاول بعض الدول المتداخلة بمسرح الاحداث تنفيذ برامج استحواذية لها بالاستفادة من اللحظة التاريخية التي تعيشها مناطق الاستقطاب في العالم كما في منطقتنا الشرق اوسطية.
وهو ما يمكن مشاهدته في الحالة الاسرائيلية عندما حاولت بعض التيارات المتطرفة تنفيذه باسرائيل بالاستفادة من المتغير وتشكيل واقع جديد لكن وقوى التحالف قامت برفض هذه الاجندة غير المقبولة التي تتنافى مع المصالح المركزية بموقعة الاشتباك المشكلة ومساحة المناورة الاخذة بالتوسع والتصعيد.
لكونها تتعارض ما يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة من تشكيل قوات خاصة تضم كافة الدول المنضوية في لواءها بما يساعدها على مواجهة التيار المناوئ لها بمسرح الاشتباك وهو ما يجعل كل ما تقوم به المطبخ الحاكم باسرائيل امر مرفوض وما تفكر به التيارات التوراتية لا مكان له في الاعراب بالجملة السياسية العسكرية المزمع تشكيلها في جبهة المناورة.
والاردن وهو يقوم بدور محوري بهذا الاتجاه ينتظر ان يتم اعتماده كما تصف ذلك بعض القراءات ليكون مركزا اقليميا محوريا وعسكريا
متقدما ويقوم بدور الفاعل ومؤثر في عمليات الحماية الاقليمية لما يمتلكه من منظومة لوجستية متطورة ومراكز دفاعية استراتيجية دولية تم اعدادها بشكل تقني رائد.
وحتى يمكن الاعتماد على الاردن بحماية الاجواء الامنية للمنطقة فعلى دول المنطقة تقديم الدعم اللازم للاردن وهو ما تعمل على ترتيب اجواءه قيادة المنطقة الاقليمية التي باتت ضمنيا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والذي اصبح بجملة السياسية المشكلة ضابط ايقاع منطقة العمل الامني والسياسي كما تصفه بعض المحللين وهذا ما يمكن مشاهدته من التحرك السياسي الذي حدد عبر الخطوط العامة بتأييد دولي داعم بمؤتمر القدس الذي عقد بالقاهرة وما تلتها زيارة الوزير ايمن الصفدي لسوريا لتحديد الخطوط الامنية، وهي جمعيها جاءت بعد اللقاء الفصلي والهام الذي جمع جلالة الملك مع الرئيس جو بايدن في البيت الابيض.