استمعت وبإمعان لكلمات الإخوان المسلمين في الماراثون السنوي لمناقشة مشروع الموازنة.
ولفت إنتباهي الهجوم على الحكومة الممنهج والذي لا يخلو من الإستعراض والذي نعلم جيداً نتائجه، ولكن الأخطر من تمرير الموازنة هو تمرير جملة تحدث بها أحدهم عن الدور الوظيفي للأردن والتي مرت من تحت القبة وكأنها لم تذكر والتي لاقت هجوم فيسبوكي من طبقة مثقفة واعية، وهنا أستغرب تحدث الإخوان عن أدوار وظيفية متناسيين الدور الوظيفي المهم الذي لعبوه على مدى طويل منذ نشأتهم.

وعلى الصعيد الأردني لقد لمسنا ومن خلال العمل المشترك في الحراك الشعبي الدور الوظيفي المهم للإخوان والذي تحدثت سابقا عنه ولا أرغب في التكرار ولكني أقول إن دس السم في الدسم والتحدث عن الأردن بهذا الشكل المؤلم وإستغلال حالة التردي الإقتصادي للطعن في الدور الأهم الذي قام به الأردن ممثلا بقيادته شيء مريب، بل وغير مقبول لا أزاود على الإخوان المسلمين ولكننا نتأمل منهم أن يتحدثوا لنا عن دورهم الوظيفي في نقابة المعلمين، وعن دورهم الوظيفي في الربيع العربي، وعن دورهم في سوريا العروبة ومهد القومية، وعن وعن وعن..

لا أنكر حالة عدم الانسجام الفكري بيني وبينهم، ولكني هنا أوصف حال وجود فكرة أصبحت أخطر علينا من فكرة وجود المعارضة الخارجية لنصبح بين عدو الخارج ومتربص الداخل.

مجلس النواب يملك خامات جيدة ونظيفة وصادقة في طرحها، ولكن هنالك من يطفو على السطح من طبقة تحمل أجندة سياسية مريبة وأخرى تحمل أجندة انتهازية إستعراضية، لذلك أعتقد شخصيا أن الإعلام يظلم أحياناً مجلس النواب بالهجوم العام مع تقصير واضح من إعلام المجلس الذي يقتصر على نشر الأخبار والتي قد يقوم بها أي موظف درجة خامسة.