جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله في فيديو متداول وصلني قبل أيام يقول فيه : (ما بيغيظني شيء في الدنيا ولا بهمني شيء مثل أن يكون الخطأ أمامك ويجادلك انسان أن الأمور طيبة والحالة جيدة.. وهذا الشيء مما شاهدته في زياراتي وأحاديثي مع المسؤولين).

لماذا دائماً جواب معظم المسؤولين أن الأمور طيبة !! وإذا كانت الأمور طيبة ولا مشاكل بحاجة إلى حل ,ولا حاجة للتطوير ولا مجال للإبتكار ولا للتحديث ,إذاً لا حاجة لوجودك أصلاً ,فالأمور كما يقال داحلة لحالها ,ووجودك في الواقع حمولة زائدة وتكلفة على الدولة وعلى جيوبنا كمواطنين لا داعي لها .

عندما يغيب مواطن عن مؤسسة أو وزارة سنين طويلة ويعود ليجد أن المكان كما هو ,والاجراءات تتم بنفس الأسلوب وتأخذ نفس الوقت إذا لم يكن أكثر, والترهل في ازدياد , إذاً عزيزي المسؤول وجودك لم يكن له أي فائدة تذكر بل كنت عبئاً على الوطن, والأكيد أن الأمور ليست طيبة .

تكون الأمور طيبة عندما تحدد المعيقات والمشكلات وتحاول ايجاد الحلول, تكون طيبة عندما تبني وتكمل عمل من سبقك من المسؤولين لا أن توجّه كل جهدك لنسف كل ما قام به لتثبت أنه كان على خطأ وأنك مبدع زمانك, عندما تفكر بابداع خارج المألوف عندما تعمل على تحفيز الموظفين ليشعروا بالانتماء فيعملوا بكامل طاقاتهم عندما يكون شعارك العدل والمساواة ,عندما لا تعين أقاربك ولا ترقيهم بالمناصب على حساب الآخرين دون وجه حق ,عندما لا يكون همك الامتيازات والمكاسب الشخصية على حساب مصلحة البلد عندما تؤمن بأن المنصب تكليف لا تشريف عندما تضع مخافة الله بين عينيك وحب الوطن في قلبك عندها وعندها فقط تكون الأمور طيبة .

لكن عندما تشعر بأن الموقع كبير كبير جداً عليك ونزولك على المنصب بالبرشوت من دون أي مؤهلات أو مقومات والأدهى بدون قدرة على تطوير الذات, وعندما لا يكون عندك ما تقدمه, حتماً سيكون ردك دائماً أن الأمور طيبة .

الأمور طيبة هو الجواب الذي تعتقد أنه يغطي على ضعفك ويبقيك في منصبك الذي لا تستحقه .

الأمور ليست طيبة..