من المؤسف أن نكون في نفق الكره والحقد والمصالح الضيقة، التي لا نرى منها الحقيقة وننجرف نحو الشعبويات والظهور الإعلامي، ونعوم في فلك افتعال الإشاعات والتحليلات الطاردة للاستثمار والمستثمرين ، تلك التحاليل ، وتلك الشكوك في الإنجازات والمنجزات والخطط والسياسات الاقتصادية او السياسية والإدارية، فالأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعالم ليست بمنأى عن الأردن واقتصاده ،نعلم حقيقة ما يدور ونتجاهل الواقع الاقتصادي العالمي، وظروف المنطقة وما يحيط فيها من صراعات سياسية، وسياسة التعتيم على الأردن ومحاولات أقصى الأردن عن الظهور العالمي، ودورها الريادي في المنطقة ، وسياسته في البقاء والاستدامة في معترك الظروف الاستثنائية والعالمية، وما تحمل هذه الصعوبات والأزمات من اثار اقتصادية واستثمارية على الأردن، بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني ببناء شراكات دولية وإقليمية.

حروب سياسية عربية وإقليمية يواجها جلالة الملك عبدالله الثاني، لصلابة مواقف جلالة الملك الواضحة والصريحة من القضية الفلسطينية، وما يدور في الفلك العربي والدولي من سياسات إقصاء وتهميش للواقع العربي والإسلامي، محارباً سياسة الكيل بمكيالين والسعى للعمل على تطبيق الشرعية الدولية، في مراحل صعبة اكتنفت الأردن اقتصادياً ، رغم محاولات البعض استغلال الأزمة الاقتصادية والمالية، التي يعاني منها الأردن ، استطاع جلالة الملك بحنكته أن يجتاز تلك العقبات من خلال الرؤية السامية في التنمية الاقتصادية والمحافظة على الاستقرار المالي والاقتصادي والمجتمعي، معتمداً على الاستراتيجيات والسياسات التي يتبناها ، من خلال التوجيه والإرشاد لحكومة الدكتور بشر الخصاونة وسياستها الاقتصادية والمالية ، المنبثقة عن رؤية التحديث الاقتصادي وبرنامجها التنفيذي وآلية تطبيقها ، وإجراءاتها لضمان تنفيذ تلك البرامج ، ضمن مراحل ومحاور جديدة تعتمد على سياسات مالية مرصوده وضمن الإمكانيات المتاحة، تحت مضلة جلالة الملك وتوجيهاته.

اذا ازلنا الفجوة ونظرنا بوضوح، فالأردن محاصر اقتصادياً وسياسياً ، فنظره الحكومة نظرة شمولية إصلاحية وليست آنية، اذا تعمقنا في اطروحاتها، فحكومة بشر الخصاونة ليست بعيدة عن واقع الشارع الأردني واحتياجاته، فعلينا جميعاً أن نسعى للبحث والنقاش بطرقاً عميقة وليست سطحية، من أجل الأردن وشعبه، فلا تعالي ولا استقواء ولا همجية في الطرح والتحليل.