السيدة خلود السقاف وزير الاستثمار لازالت مصرة على التنظير حول مهمتها في وزارة الاستثمار، دون أي فعل على الأرض، مع أنها "وصلت " إلى الوزارة وكانت البنية التشريعية جاهزة وحاضرة للبدء الفعلي للعمل، لكن الوزيرة لم تستطع حتى الآن التقاط اللحظة التاريخية في وجود فرصة كبيرة للاستثمار مدعومة بفعل ملكي كبير، فالملك عبدالله الثاني في كل جولاته على المستوى الإقليمي والدولي ولقاءاته يقدم الأردن بحرفية ومصداقية عالية للمستثمرين شارحا المزايا العظيمة للاستثمار في الأردن، لكن للأسف الوزارة المعنية في الموضوع في واد آخر، وكأن المنصب الوزاري بات للقب المعالي والبرستيج فقط عند البعض.
ما قالته وزيرة الاستثمار في محاضرتها الأخيرة في كلية الدفاع الوطني، في معظمه إن لم يكن كله كلام معاد ومكرور قالته أيضا في اللجنة المالية في مجلس الأعيان قبل أسبوع، وهو نفسه الذي تردده أينما تتحدث، وكأن هناك خلاف بين الأردنيين أن رؤية التحديث الاقتصادي تشكل نقطة تحول مهمة ستضمن إطلاق إمكانيات الاقتصاد الأردني، وكأنها تأتي بجديد عندما تردد بتكرار ممل أن الاقتصاد الوطني بحاجة إلى ضخ استثمارات خارجية ومحلية وتنسى أنه لولا هذا المطلب لما كانت وزارة الاستثمار بالأصل.
إضافة لتكرارها الحديث عن أهمية قانون البيئة الاستثمارية وأنه سيشكل نقلة نوعية في تطوير البيئة الاستثمارية والعشرات من التصريحات التي ملها الأردنيون من قبل الوزارة.
خلال شهرين ونيف تحدثت الوزيرة عشرات المرات ولم تأت بجديد وهذا ليس رأيا منفردا بل رأي الكثير من المراقبين والمختصين، فوزارة الاستثمار ذات مهمة عظيمة وثقيلة بحاجة إلى عمل شاق ودؤوب وعميق ومكثف بعيدا عن الاستعراض حتى تستطيع أن تقدم المأمول منها .
سؤال بين يدي الوزيرة ، ماذا ستقول عندما يأتي الموعد الملكي الذي حدده جلالة الملك كل أربعة شهور للاستماع إلى تقرير الإنجاز من الوزراء، هل ستقدم في التقرير ما تحدثت به في محاضراتها وتصريحاتها فقط دون أي تقديم أي فعل على الأرض.
أشرت في السابق أن العمل في رئاسة صندوق استثمار الضمان مختلف تماما عن العمل كوزير استثمار ، فهناك المهمة سهلة فالمال موجود والاستثمار حاضر.
وعلى سيرة صندوق استثمار أموال الضمان لفت انتباهي مؤخرا تصريح للسيد عز الدين كناكرية رئيس الصندوق أمام اللجنة الإدارية في مجلس الأعيان ، أن الحكومة تقوم بتسديد دينها للصندوق حسب المواعيد ، مع أن الحكومة نفسها تقول أنها تسدد الفوائد فقط في موعدها وليس أصل الدين، أعتقد أنه على الصديق المحترم عز الدين كناكرية أن يتأكد من تصريحاته ويدققها أكثر. مع العلم ان معظم دين الصندوق على الحكومة تم بعهد السيدة خلود السقاف في الصندوق!!.
والحديث عن صندوق استثمار الضمان وكيفية عمله وامتيازات أعضاء مجلس إدارته واختصاصاتهم ومدى علاقة هذه الاختصاصات بالاستثمار بحاجة إلى حديث طويل وتمحيص عميق خصوصا من قبل مجلس النواب ولجانه المتخصصة.
وبالعودة إلى السيدة خلود السقاف مرة أخرى أتمنى أن تتنبه إلى تصريحاتها وتهتم بالفعل أكثر من الكلام حتى تستطيع أن تجيب عندما تسأل من المراجع العليا في الدولة ماذا قدمت منذ أن تولت وزارة الاستثمار غير التصريحات على الورق والمحاضرات تحت أضواء الكاميرات بكلام مكرر وبات محفوظا عند كل الأردنيين .
الاستثمار روح الاقتصاد وعصبه، وبات الحل الوحيد لتجاوز الأردن محنته الاقتصادية، يحتاج إلى خبرات متراكمة وعميقة في الاستثمار وليس إلى موظفين في مؤسسات استثمارية أو مالية لا أكثر ولا أقل لا يحملون الا عقلية الموظف في الراتب والترقية ، نحن أمام فرصة تاريخية يقودها الملك في فتح آفاق الاستثمار في الأردن، فهل يرتقي المعنيون لهذا الحراك الملكي وفي مقدمتهم وزيرة الاستثمار؟!.
ليس ذنب رئيس الوزراء عندما يتوسم بشخصية ما خيرا ويدخلها إلى فريقه الوزاري أن تتحول هذه الشخصية إلى عبء عليه.
واتوجه الى اعضاء مجلس النواب الكرام ان يبقوا وزارة الاسثمار وادئها تحت مجهرهم لخطورة مهمتها حيت فشلها سيكون له انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني..
وبالتأكيد .. للحديث بقية .