facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فقه الكوارث وأحكام الصلاة في الزلازل


د.مهند مبيضين
14-02-2023 12:23 AM

للجوائح والكوارث في تراثنا الفكري الفقهي العربي مكانة حاضرة، حيث وضع عدد من العلماء رسائل فقهية علمية حول تلك الأزمات والحوادث التي تصيب الأمة. ومن الذين ألفوا في ذلك ابن عجلون وقرية عين جنة وشيخ المحدثين في دمشق، والمدرس تحت قبة النشر بالجامع الاموي (وهي أعلى رتبة علمية)، الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني، الشافعي المذهب والمتوفى سنة 1162هـ/ 1749م. وتعد رسالته نوعًا من التاريخ المشترك مع الفقه وجاءت في باب الزلازل، حيث ضرب دمشق زلزال عاصره العجلوني وعايشه سنة 1124هـ/1712م.
لقد تقدم الفكر العربي بمساءلة الواقع في أكثر من جهة، وحضر الفقهاء أمام الأزمات وقد بحث العجلوني الزلزلة من ناحية فقهية وتاريخية في اربع أبواب تضمنتها رسالته. واليوم مع حادثة زلزال تركيا وسوريا يبدو من المهم العودة للتراث الفقهي في ظل أسئلة الواقع التي يطرحها البعض.

لقد عمل كاتب المقال على هذه الرسالة عام 1997 حيث كان يبحث عن مصادر لدراسة الحياة الثقافية في دمشق إبان القرن الثامن عشر. ووجد ان الشيخ العجلوني شأنه شأن فقهاء دمشق الآخرين وقفوا امام المسائل الحادثة ومارسوا دورهم التنويري والإعتراضي امام تعديات السلطة، أمثال إسماعيل بن رجب الحائك والشيخ عبد الغني النابلسي وأبي المواهب الحنبلي وغيرهم.

رسالة العجلوني المشار اليها أعلاه غنية ومهمة وهي تقع في أربعة أبواب: الأول في معنى الزلزلة وتصاريفها والثاني فيما ينبغي فعله من صلاة ودعاء وغيرهما وتوبة وغير ذلك عند وقوع الزلزلة ونحوها، والثالث في سبب وقوعها وحكمته، والرابع في بيان ابتداء وقوعها وبيان كثير من افرادها الواقعة بعد ذلك الى الآن، والعجلوني ليس أول وآخر من صنف في هذا المجال بل عاصره مفتي دمشق حامد العمادي، وسبقه السيوطي في القاهرة برسالته بعنوان:» كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة».

وقف العجلوني عند أسباب الزلزلة التي يعرفها قاموس العرب بالرجفة، وعلل سبب حدوثها الحكماء ومنهم اخوان الصفا في القرن الرابع الهجري بأنها نتيجة لأن «الكهوف والمغارات والاهوية التي في جوف الارض والجبال، اذا لم يكن لها منافذ تخرج منها المياه، بقيت تلك المياه هناك محبوسة زمانا، واذا حمّ باطن الارض وجوف تلك الجبال، سخنت تلك المياه ولطفت وتحللت وصارت بخارا، وارتفعت وطلبت مكانا اوسع، فإن كانت الارض كثيرة التخلخل تحللت وخرجت تلك البخارات من تلك المنافذ، وان كان ظاهر الارض شديد التكاثف حصينا منعها من الخروج، وبقيت محتبسة تتموج في تلك الأهوية لطلب الخروج، وربما انشقت الارض في موضع منها، وخرجت تلك الرياح مفاجأة، وانخسف مكانها، ويسمع لها دوي وهدة وزلزلة.

وقف العجلوني في الباب الثاني من رسالته عند احكام العبادة في وقت الزلازل وطرح أسئلة على مستوى الفقه وهل تكون الزلزلة عذرا في ترك الجماعة والجمعة؟

وإذا زالت الزلزلة ولم يصلّ لها فهل تقضى هذه الصلاة؟ وبين العجلوني ان مذهب الحنفية مثل مذهب الشافعية في الصلاة وقت الزلزلة، وحكمها عندهم حسنة غير واجبة، وتصلى فرادى، فإن جمع الناس فجائز وليست بسنة، أما المالكية فلم يقف المصنف على ذكر لحكم الصلاة عندهم، مع العلم أن أليق وجه للجمع بين نصوص متقدمي المالكية وما نقلوه عن الإمام في مواطن أخرى من استحبابه الصلاة عند الخوف إن ثبت كما يقول الشيخ إبراهيم الأزرق في مقالته بعنوان: «الصلاة وقت الزلازل» هو «كراهتهم لصلاتها جماعة مع استحبابهم لمطلق الصلاة فرادى كالصلاة عند خسوف القمر».

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :