facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مناجاة


د. بسام العموش
13-02-2023 08:18 AM

منذ أسابيع وأنا أعيش بين الفحوصات الطبية وتصوير الرنين والتنظير، وما أن انتهيت حتى جاءت صدمة الزلزال الذي هز المنطقة وذهب بضحايا من سوريا وتركيا .

وساهم التواصل الاجتماعي والمحطات الإخبارية بنقل صورة الطفلة التي ولدت تحت الركام والمرأة المسنة التي نجت، والدموع تسيل والأهالي ينتظرون ويبحثون، كل ذلك جعل حالتنا النفسية في غاية الصعوبة مع أننا مؤمنون بالله تعالى إلا أن ذلك لا يمنع من الألم، وزاد ألمي أن فقدت عزيزين على نفسي وفي يوم واحد: الشيخ الجليل عبدالعزيز جبر الذي رافقته في برلمان ١٩٩٣م و وجدت فيه الناصح قائل الحق دون لدد في الخصومة مع أحد، والثاني صديق الصبا والشباب مشهور الخلفات حيث عشنا معا وكنا نتذاكر ونتحاور في كتب التوجيهي العلمي وآفاق المستقبل.

رحل العزيزان.. واشكرك يا رب أن مكنتني من أداء حقهما في صلاة الجنازة وحضور الدفن ومشاركة أهليهم في العزاء، كنت يا رب أنظر إلى الطين فوقهما وأسخر من هذه الحياة التي لا تساوي شيئا، تأملت وانا في صلاتي برحلة العمر فوجدتها يا رب كما أخبرتنا " لهو ولعب " وزادت مناجاتي لربي: يا رب ها هم الأصحاب بدأوا يرحلون والدور قادم لي رغم أنفي "إنك ميت وإنهم ميتون" أقرب الناس يا رب يهيلون التراب والطين والحجارة !! أولادنا الذين نغطيهم حتى لا يبردوا أمامهم حتى لا يجوعوا ونهرول بهم إلى الأطباء لنعالجهم !! نعم كما فعلنا نحن مع آبائنا .

بالأمس كان مشهور يسهر مع أولاده وفي اليوم التالي هو وحيد تحت الطين عند ربه، الموت لحظة ننتقل فيها من وجه الأرض إلى تحت الأرض، في الدنيا يتحدث معنا الناس، وتحت الأرض يتركوننا يذهبون إلى أعمالهم وحياتهم وكل يوم يجلبون من انتهت أيامه ليسلمونه لك يا رب، فأنت الخالق الرحمن الرحيم، فأنت الرب العفو القدير، كما خلقتنا من طين ها نحن نعود إلى الطين لتعيد خلقنا من جديد "كما بدأنا أول خلق نعيده" ، " وضرب لنا مثلا" ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة"، رجوتك يا رب أن أموت شهيدا أو نخيلا "أي واقفا" دون أن تعذبني الأمراض ولا أكون عبئا على أحد .

صار سجودي رجاء وتبتلا وإلحاحا ، انه شعور وإحساس وليس مجرد إيمان نظري، بل إحساس وكأنني ألمس المسألة بيدي وأشمها وأراها وتذكرت نفحات أهل الله الذين كانوا يقولون شيئا عن ذلك ولكنني لم أكن أحس به .

مسكين هذا الإنسان يتلهى بما هو متيقن أنه لا يبقى معه من مُلك ولا سلطة ولا مال ووو..، ويهمل ما سيكون معه حين ينفض عنه الناس باتجاه مناسفهم وتمورهم وقهواهم .

يا رب أنت أقرب إلينا من حبل الوريد وليتني أبقى في إحساس بمعيتك وقربك لأستغني عما سواك، انت العلي وعلينا أن نعلو إليك وبك ، ارزقنا الأدب معك والخُلق معك والحب إليك .. اللهم إنك أعطيتني وأكرمتني فارزقني حمدك وشكرك والحياء منك "توفني مسلما" وألحقني بالصالحين " .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :