غدا سيفتتح جلالة الملك البرلمان السادس عشر بخطاب العرش ليرسم الملامح الاساسية للمشهد الاردني للمقبل من الايام وسيدشن بخطابه مرحلة جديدة في المسار الديمقراطي.
وغدا ايضا سيزكي مجلس النواب الجديد رئيسه لمدة عام ولا منافس للسيد فيصل الفايز الذي يبدو انه ادار حملة انتخابية ناجحة على المستويين البرلماني والرئاسي وهو امر يؤكد اننا بصدد مراقبة اداء مجلس جديد بأعضاء يدخلون القبة لاول مرة وبرئاسة جديدة لم يسبق لها ان دخلت البرلمان او جلست على سدة رئاسته.
كان يمكن ان تكون سدة الرئاسة النيابية ساحة لمعركة ضروس لو استمر النائب العتيق والمخضرم عبد الكريم الدغمي في ترشيح نفسه للرئاسة غير انه آثر ان يتنحى جانبا استنادا الى قراءة دقيقة وهو الامر الذي بدا من بيان انسحابه من معركة الرئاسة حيث ان الرجل لا يريد ان يكون عنوانا لانقسام المجلس الجديد خصوصا وهو صاحب الخبرة التي عرفت بالممارسة النيابية الطويلة ان انقسام المجلس عبر معركة الرئاسة لابد وان ينعكس على مجمل الاداء الرقابي والتشريعي في الدورة البرلمانية.
الدغمي الذي شغل وزيرا لوزارة العدلية والعمل والبلديات بالاضافة الى كونه نائبا منذ البرلمان الحادي عشر وحتى السادس عشر اي ست دورات متتالية يعرف بحسه السياسي ان الخدمة البرلمانية رقابة وتشريعا يمكن اداء مهامها على اكمال وجه تحت القبة، والمجلس الجديد المليء بالشباب الذين يدخلون القبة لاول مرة يحتاج الى خبرات المخضرمين امثال الدغمي فالقيمة المضافة لهذا الرجل تتأتى من كونه نائبا له رأي في العديد من التشريعات.
نقرأ العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ليس عبر تصريحات الحكومة او من خلال تصريحات الرئيس الجديد بل من التركيبة السياسية للفريقين ومن خلال طبيعة المهام التي يتطلع جلالة الملك والرأي العام الى تحقيقها لذلك فإننا نتوقع مهمة ليست سهلة لرئاسة المجلس التي راكمت خبرات تنفيذية كبيرة سواء في رئاسة الحكومة فيما مضى او في رئاسة الديوان الملكي.
غدا نبدأ مرحلة جديدة والمكتوب يقرأ عادة من عنوانه.
Sami.z@alrai.com
(الرأي)