تواجه سوريا العربية اليوم كارثة جديدة، فوق تلك الكارثة التي تجلت بالحرب التي تشن عليها منذ أكثر من عقد من الزمان، من قبل أسياد الإرهاب في العالم الذين أدخلوا إليها كل لقطاء الإرهاب، مستهدفين الشعب والجيش والدولة، ولم تواجه دولة في التاريخ المعاصر مؤامرة بحجم المؤامرة التي تعرضت لها سوريا من حرب وحصار يكاد يقضي على كل جوانب الحياة فيها، واليوم وهي تواجه كارثة الزلزال المدمر تكشف معاناتها مدى استحالة الأوضاع فيها وعمق المأساة، ومع كل هذا الواقع الاسود وصوره، لا زال الغرب يصر على التعامل معها بنفس الروح العدوانية المدمرة، ويمنع حصاره عليها الإعانات التي تستطيع الدول تقديمها للتخفيف من المأساة، رغم مئات التصريحات الملتوية والملتبسة التي تنطلق من واشنطن وكثير من عواصم الغرب الذي أراد رأس الدولة السورية، الذي يريد اليوم الظهور كصاحب يد تريد المسح على جراح السورييين لكنه في الحقيقة لازال مصر على دعم الإرهابيين على حساب شرعية الدولة والشعب، فما معنى أن يسمح بتدفق المساعدات على المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين وتمنع عن بقية المدن السورية المحررة والمنكوبة، وهذا يؤكد على استمرار المؤامرة وإصرار أربابها على المضي في مخططاتهم العدوانية.
سوريا اليوم بحاجة إلى وقفة حقيقية من أشقائها العرب والمسلمين، وكل أصحاب الضمائر الحية في العالم للوقوف إلى جانبها لتستطيع الخروج من مأساة الزلزال المدمر بعيدا عن الحسابات السياسية البغيضة، والانصياع لقانون قيصر الظالم وغيره من القوانين التي أرادت خنق السوريين ليموتوا موتا بطيئا، الذين عانوا كل أنواع الحرمان على امتداد عقد ونيف، ظلما واعتداء عليهم.
السؤال الكبير، ماذا يريد الغرب بعد كل هذا الخراب الذي أحدثه في سوريا، وبعد كل هذه السنين، وبعد أن استهدفوها بأدوات القتل والإرهاب، وجعلوها ساحة لكل إرهابي متعطش للموت والخراب. لم تكن في سوريا ثورة شعب كما ادعوا، ولم تكن هناك حرب أهلية كما يدعون، بل هي حرب شنت من الخارج عليها، بمؤامرة محبوكة جيدا، استهدفت وجودها وتاريخها وقوميتها، ورغم ثبات الشعب السوري وجيشه ودولته في مواجهة هذه الحرب لا يزال البعض يصر على الاستمرار في المغامرة عله يحقق هدفه في تمزيق الأرض السورية.
إن المجموعات الإرهابية التي تسيطر على مساحة من الشمال السوري ما كنت تستطيع فعل ذلك لولا الدعم من قوى إقليمية ودولية، لتكون وكيلة لها في هذه الحرب القذرة، ولننتبه جيدا إلى النفاق الغربي الذي يردد إعلامه أن المساعدات الغربية وصلت إلى سوريا، وهذا على الحقيقة كذب وتدليس ، فمساعداتهم لم تصل إلا إلى الأراضي السورية المحتلة، ونحن بالطبع نعتبر أن السوريين الذين تحت حراب الإرهابيين من حقهم أن تصلهم المساعدات، لكن علينا أن نفرق بين أرض الدولة السورية وبين الأرض السورية المحتلة ولا يجب اعطاء الارهابيين اي شرعية ويجب ان تسمى الامور باسمائها، وللاسف فان بعض الاعلام العربي وقع بالفخ عن قصد او بدون قصد في في هذا التحريف.
الكارثة الآن تحتم على العرب جميعا الوقوف إلى جانب سوريا العربية بكل إمكانياتهم لمساعدتها في تخطي هذا الظرف المعقد، وهو فرصة متاحة لإعادة الحسابات السياسية التي طغت على التفكير منذ عقد أسود القى بظلاله المقيتة على الأشقاء في سوريا.. وعلى الجماهير العربية الضغط على دولها لتقديم كل انواع المساعدة للشعب السوري الشقيق لانه
لا يمكن أن تظل الشام أحد أهم مفاصل النظام العربي متروكة وحيدة، تواجه الحرب والكوارث وحدها من قبل قوى تريد إزاحتها عن الخريطة، وتقسيمها إلى دويلات، فأسياد هذه المؤامرة يدركون تماما أن سوريا محور مهم في المنطقة، وعامل توازن في القوى فيها، لذلك يستهدفونها بحجة لا أساس لها في الواقع سوى حماية اسرائيل والحفاظ على تفوقها في المنطقة..