بتحديد أسماء النواب والأعيان والوزراء الجدد, تكون الدائرة الأولى من المراكز القيادية في البلد قد اكتملت, وفي الأيام المقبلة سوف نشهد انشغالاً أقل شمولاً بتحديد بعض الأسماء في الدائرة الثانية التي تضم المراكز الأدنى, ومنها ما شغر بسبب التبدلات في الدائرة الأعلى, كما سيكون هناك انشغال غير معلن بالدائرة الثالثة من الأسماء.
هو موسم يتكرر بين فترة وأخرى يُعاد فيه توزيع الوجاهة في المجتمع والدولة, ترافقه على المستوى الشعبي متابعة تشمل قطاعات واسعة من الناس, ذلك أن كل اسم أساسي جديد يحمل معه عدداً من الأسماء الفرعية, على الأقل هكذا تكون التوقعات, والأمر في النهاية سوف يعتمد على حجم "الميانة" التي يحوزها أصحاب الأسماء الكبيرة.
في كل موسم من مواسم إعادة توزيع الوجاهة تتبدل الأوساط الطامحة أو المؤهلة للطموح, فبينما ينشط فريق يكون الإحباط من نصيب فريق آخر. وبالطبع لا يقتصر الأمر على المناصب والوظائف العليا فقط, ذلك أن دائرة الطموح تشمل جوانب حياتية كثيرة تهم كثيرين, كالتثبيت والترفيع والعلاج والنقل وإجراءات كف الطلب والغرامات والرسوم والرخص وغيرها من تفاصيل تطال قطاعاً شعبياً واسعاً. كما لم يعد الأمر مقتصراً على القطاع العام لوحده بل طال في السنوات الأخيرة القطاع الخاص وقطاع مؤسسات المجتمع المدني بحسب طبيعة الأسماء الكبيرة الصاعدة وميدان عملها ونفوذها, ويمكنكم في هذا السياق التدقيق بالسيرة العملية لكثير من الوزراء والأعيان والنواب وتخمين دائرة نفوذهم.
إن إعادة توزيع الوجاهة بهذه الصورة تشكل إبداعاً أردنياً في ميدان الإدارة العامة يسهم في الحفاظ على حيوية المجتمع والدولة.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)