منذ ايام طفولتنا والمراهقة والشباب الغارق بالاستماع للأغاني الجميلة والإحساس المتقد حماسا وعواطف وانفعالات، منذ تلك الأيام كانت تأخذنا أغنيات طلال مداح الى الفضاءات الرحبة فرحا وسرورا وحزنا واهات جميلة.
ولأن الفن الجميل يسكن في القلوب وتحمله الذكريات معطرا بالمحبة ويبقى على مر الأيام والسنين حاضرا في الذاكرة لا تمحوه السنوات وطولها وصعوباتها وتحدياتها ووجع أيامها، فقد كان للفنان العملاق طلال مداح احتفال كبير يليق به وتاريخه الضارب في الأعماق واغانيه التي تغنينا بها في زمن الغناء الممتع الجميل الذي يحمل اجمل الكلمات وأكثرها قربا وصدقا للنفس البشرية .
احتفال قامت عليه هيئة الترفية في المملكة العربية السعودية يجسد رحلة صوت الارض وتاريخه الفني الذي تغنت به الشعوب، فكان الحضور الكبير لأهل الفن والكلمة والطرب والشعر والإحساس، وكان للمطرب الاردني المتألق عمر العبدللات حضورا في الكرنفال الجميل، حيث غنى واطرب وابكى، غنى "قولوا للغالي" فألهب حماس الجماهير وابكى عائلته والحضور وسط مشاعر جياشه ظللت أجواء المسرح المتلألئ
باحتضان تاريخ الفنان الكبير.
يبقى طلال مداح صاحب الأغنية الرائعة التي بعثت في النفس النشوى وتحررها من اوجاع الزمان، وكنت وما زلت اتوق لسماع اغنياته البديعة "زمان الصمت.. ومقادير.."، وما زلت اذكر في ايامي الجامعية تلك النسمات التي كانت تظللها مقاطع اغنيته الشهيرة "كم تذكرت سويعات الأصيل وسط الهمسات ما بين النخيل.."، وتجلياته في اغنية "تعلق قلبي طفلة عربية.. تنعم بالديباج والحلي والحلل..".
طلال مداح غنى الكلمات والاشعار التي تبقى، فاطرب واذكى المشاعر والوجدان لتبقى خالدة في القلوب على مر السنين والايام.