الحُمّى القلاعيّة تكشف أسرارا
حاتم القرعان
09-02-2023 02:16 PM
أكثر من 11 ألف حالة إصابة بفيروس الحُمّى القلاعيّة في الأردنّ، هذا ما تم توثيقه رسميّاً، لكنّ الحقيقة تقول أن الأمر يتعدّى الأرقام المُحصاة على الورق، لأنّ أغلب من يربّي الحيونات بأشكالها، لا يعرف طريقهم الخُبز!
هذا الفيروس "الحُمى القلاعيّة" ترجّح وزارة الزّراعة سبب إنتشاره من الأعلاف المستوردة من الخارج، رغم أن الوزارة علّقت إستيراد الأعلاف الخشنة من العراق سابقاً، يتم تبسيط الأمر حسب بعض مصادر أن هذه الحمّى لا تنتقل للإنسان، لحصر ضررها على كميّات الحليب وجودة اللحوم، وبقاء ضررها على المواشي والبيئة التي تسكنها، مما يؤثّر في النّظام الحيواني.
أسئلة كثيرة تراود من يطلّع على هذه القضيّة، ومنها عن عمل وزارة الزّراعة، وموقعها من توجيهات جلالة الملك عن الإهتمام في القطاع الزّراعي والحيوانيّ، أم أنّ الإهتمام بالقطاع الزًراعيّ الحيوانيّ لا يرتبط بتحديثات إقتصاد؟
لأيّ وزارة كانت بروتوكولات ودراسات ميدانيّة ونظريات، إلّا أن توزيع الإختصاص بمناطق المدن والمحافظات دون النّظر للألوية والمناطق النّائية قد يترك جُرماً نكتفي بقولنا أنه لا يقتل إنسان إذا ما أكل من فساده.
الأطباء المتواجدون في وزراة الزّراعة لو تم توزيعهم على كافّة المناطق في الوطن لمتابعة حالة القطاع، وتم إجراء الفحوصات الدّوريّة والمخبريّة للمواشي، لكان أكل اللحم أولى من السُم، الوظيفة من الميدان ليست نظريات من خلف المكاتب.
راجع أحد المعارف قبل ستة شهور ذات الوزارة لإيصال مشكلة المزارعين في إحدى الألويّة، ولم يجد من يجلس معه، وأسرار كثيرة لديّ لكنها زلازل غير سارّة، مثلما يفعل النّفوذ لأبقاره سماد وأدوية بالواسطة وأبقار الفلّاحين والبسطاء حمّى قلاعيّة و"للمقلعة". بعض المسؤولين يكتفون بالإعلام والشّكليّات دون أدنى مراحل العمل.
كيف يحقّق الأردن أمنه الغذائيّ، وكيف يُسابق الأمم، إن لم يمتلك المسؤول ضمير حيّ، طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
ملفات ساخنة، قد تُطرح في هذا الشّأن، لكن الحديث يطول والوطن بحاجة أفعال حقيقية لا وعود ومصانع تسويفية.
حفظ الله الاردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.