مع القرآن / الزلزالد. بسام العموش
09-02-2023 12:48 PM
٢١/ قال تعالى "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله" كلمات على لسان النبي يعقوب عليه السلام حينما فقد ابنه، والشكوى تكون إلى الله لا من الله، والشكوى إلى الله عبادة بينما الشكوى من الله كفر وضياع. علينا أن نتعمق في هذه الحياة فكلها ابتلاء، وهو ابتلاء بالخير والشر، فمن حاز الملايين فهو مبتلى حيث ينشغل بِعَدهِ ويخاف من ضياع وسرقته، ومن كان فقيرا فينشغل بالتحصيل ويكد ويتعب ليحصل على رزقه. وهكذا قل في الصحة والمرض، والقوة والضعف، والفرح والحزن، في ثنائيات متقابلات لا تنتهي. وكيف ستكون الحياة لو كان كل الناس أغنياء أو فقراء أو اصحاء أو مرضى؟ وكيف ستكون الحياة لو غاب عنها الموت وعاش كل الناس؟ تخيل أن فرعون وحمورابي وأبا جهل وهرقل وكسرى وغيرهم على قيد الحياة ؟؟ إذن الحياة فيها المتقابلات ومنها الحزن والفرح، وما من أحد إلا يصيبه الحزن والفرح ، وكما يقولون : بين تخرج منه جنازة تخرج منه زواجة. لا نستطيع تغيير سنة الحياة التي جعلها الله للاختبار كما قال " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم " وها نحن نرى الابتلاء بالزلازل والأعاصير والبراكين والغرق والأمراض السارية ، وتصيب الناس كل الناس لان الابتلاء للجميع . فيا أهل الحزن : قدموا شكواكم إلى الله، ولا تعترضوا بل فروا من قدر المرض إلى قدر العلاج ، ومن قدر الفقر إلى قدر العمل ، ومن قدر السلبيات إلى قدر الإيجابيات. واي تفسير بغير ذلك عبث غير مقنع ولا معنى له . ماذا عسانا نفعل بالزلزال سوى الترحم والاغاثة والمساعدة ولملمة الجراح ؟ |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة