في ازمات الاقليم الكبرى كم يظهر الدور الاردني الفاعل.
من اول ما حلت مأساة الزلزال الكارثي على سورية وتركيا كان الاردن اول مبادر عربي واقليمي ودولي لارسال المساعدات والاغاثة لمنكوبي الزلزال السوري والتركي.
عمليات الانقاذ كشفت هول الكارثة، وانقاض ومبان مدمرة وبشر مشردون، وفزع ورعب لا يقارن بهول مصاب فاجع غير مسبوق منذ عقود طويلة.
تركيا في نظر العالم دولة اقليمية قوية، وامام كارثة الزلزال تحتاج الى تدفق مساعدات لا متناه، وفي الوقت نفسه يعي العالم ان سورية بلد محاصر ومنهك بالعقوبات الامريكية والاوروبية، اكثر حاجة الى دعم ومساعدات دائمة وشاملة.
المستفز والمثير للقرف ان تسمع كلاما في الاعلام العربي عن نظام ومعارضة وموالاة، وعندما يقترب الامر من تقديم المساعدة للشعب السوري المنكوب.
الاردن كان سباقا في ارسال مساعدات لسورية وتركيا، وهذا ليس مستغربا عن الاردن ووقوفه الدائم باوقات الازمات والمحن في حجز الزواية عربيا واقليميا.
القرار الاردني بارسال مساعدات الى سورية تبعه قرارت لدول عربية : مصر ولبنان والجزائر، وتونس، و عمان، والحبل على الجرار.
بلا شك ان القرار فارق سياسيا ، وفتح المعابر الجوية وخطوط الاغاثة صوب سورية يمثل ردا على الاذعان للحصار والعقوبات الامريكية والاوروبية ضد سورية.
و كما ان الخطوة الاردنية، وما تلاها عربيا من شأنها ان تفتح الباب امام تسهيل وصول مساعدات كبرى لسورية، ومصدرها افراد ومؤسسات لا تريد الخضوع للحصار والعقوبات الامريكية.
و قد بدأت دول عربية باطلاق حملات لجمع مساعدات وتبرعات للشعب السوري المنكوب والمحاصر، وتوالت الاخبار الواردة عن وصول طائرات اغاثة عربية لمطار دمشق.
من المأمول ان تحدث الجهود السياسية والدبلوماسية العربية باخراج سورية من عزلتها واعادة ربطها بالعالم العربي وانهاء القطيعة والعزلة.
زلزال سورية وتركيا الكارثي كشف عن وجه الغرب العنصري تجاه منطقتنا كلها، وليس سورية فقط.
وقد عبر كاركاتير نشرته صحيفة «شارلي ابيدو « الفرنسية عن العقلية الفاشية والاستعلائية الغربية، وجاء في الكاريكاتير الذي حمل رسما لكارثة الزلزال في تركيا تعليقا : لسنا بحاجة حتى الى ارسال دبابة هناك.
(الدستور)