الأُرْدنُّ رياحٌ هادئةٌ صوبَ دولِ الجوارِ
م. عبدالله الفاعوري
08-02-2023 12:50 PM
ما إن تُصيبَ المَنطقةَ بكلِّ مُكوناتِها كوارثَ بشريةً سياسيةً قصريةً أَو كوارث طبيعيةً تُحدِث الخَسائِرَ الفادِحَة البَشريَّة والمادية، إِلّا وَهبت رياحَ الخيرِ نسيم التعاون الأردني صوب إخوته في دول الجوارِ .
فما إِن أَصاب الزِّلزالُ المُدَمِّرَ الأَراضِي السُّورية التُّركيَّة وَخلَّفَ الخَسائِر الكَثِيرة والقَتْلى، إِلا وَلَبَّى الوطنُ نداءَ الإغاثَةِ وتجهزتِ أفواجِ الخيرِ والاسنادِ والاسْعافِ للتَّحركِ للفزعةِ ونجدة الإخوة في هَذه المِحن العصيبةِ.
هذهِ النَّخوة الأردنية تنبعُ من القيم النبيلة ذات الموروث العربي الإسلامي الذي يطرز ويجبل النسيج الأردني بكلِ مُكوناتهِ، قيادةً وشعباً وأَرضاً مباركةً تسعى لنَشرِ الخيرِ والسَّلامِ فِي كُلِّ الأَرجاءِ .
إنَّ الأُردنَّ بقيادته وشعبه انموذجٌ عَصْريٌ بِحُبِّ الغَيرِ ودَعْم الاخرينَ والوقوفَ جنباً إلى جنبٍ في المِحَنِ، هَذه قيمُ التَّعاضُدَ والتَّلاحُمَ والتَّراحُم الَّتِي جَاء بها دينُنا سَتبقى بازغةً بوجودِ أُردنَّ الخَيْرِ وَشَعبِهِ الطَّيِّبِ النَّبيل الذَّي لا يَتَوانى ولا يُقَصِّر فِي الفزْعةِ وحبِّ الخيرِ والسَّلامِ لِلغَيرِ .
وإنَّهُ ليَجدِرَ بيَ فِي الخِتام الإشَارةِ والتَّطرُّق إلى أنْ هذِه الكوارثَ منْ الزلازِلَ والرِّيح الشَّديدةِ لَهيَ إماراتٍ كونيةٍَ تَظهرُ بقدرَة الله الخالقَ العظيمَ لتنبذ المفاسِد والظُلم بأنواعهِ وصنوفه الذي ألقى بظلاله على الأفراد المستضعفين بفعل الطغيان المنتشرْ ؛ لتنذرَ الناسَ منْ غفلتهم وتَقصيرهِمْ للعودةِ إلى الحَقِ، فعلينَا الاتعاظِ والتراحمِ فيما بيننا .
واخْتم بِقوله تَعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (41).