في كتاب (هكذا تكلم زرادشت) للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه ، والذي اقتبست اسمه بتصرف لكتابي الساخر الأخير ، يمر زرادشت في احدى حولاته على حكيم يعلم الناس أن النوم هو أكبر فضيلة في الحياة ، فإذا لم اسرق جاري ولا اراود امرأته على نفسها ، فإني سوف أنام جيدا.
الغريب أن زرادشت عندما سمع هذا الحكيم لم يوبخه ولم يعنفه ، بل ابتسم ومضى ، على اعتبار أن ما يقوله هذا الكائن هو سخافات لا تستحق مجرد الرد عليها.
تذكرت نيتشه ، وأنا اقرا خبرا عن دراسة علمية تقول أنت النوم الجيد والطويل يطيل العمر ، وتذكرت معه المرحومة أم كلثوم التي كانت تنشد من رباعيات الخيام:
ما أطال النوم عمرا وما
قصّر في الأعمار طول السهر
وتذكرت الشاعر العربي الكبير عمر ابو ريشه "على ما اعتقد" الذي قال ساخرا:
يا قوم لا تتكلموا
إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا
ما فاز الا النوّم
وهذه فلسفة.. فلسفة ما.. أن لا تشغل نفسك بامور الدنيا ، ولا تورط نفسك في الشهوات والإغراءات ، ولا تدافع عن حقوقك.
فإذا ظلموك.. طنّش،،
وإذا سرقوك.. لا تحنش،،
وإذا فنّشوك لا تفنش،،
وإذا فتشوك فرفش
وإذا شلحوك عرّش
وإذا اطعموك عشبا.. حشش
وإذا فعلوا بك جميع أفعال (ووك) فابتسم،،
هكذا،،
هكذا فقط تنام سعيدا ومرتاحا خلال الفترة الفاصلة بين ولادتك وبين حشو مؤخرتك بالقطن غير المعقّم ودس جثتك تحت التراب.
ghishan@gmail.com
(الدستور)