مساء الاثنين ٢/٦ بدأت ندوة مع معالي د عزمي محافظة بإدارة الأستاذة فالنتينا قسيسية، وبحضور عدد من المهتمين.
ويهمني أن أسجل عددًا من الانطباعات:
١- من المهم جدّا أن يلتقي الوزير بالمهتمين؛ خاصة إذا كانوا من الخبراء الحضور في الندوة، هذا مهم للوزير أولًا، وللخبراء ثانيًا.
وبعد الاستماع إلى آراء الحضور ورد إلى ذهني لماذا لا يعقد الوزير محافظة ندوات مستمرة غير إعلامية؟ يستمع فيها، ويشرك الجميع في تحمل المسؤولية بدلًا من الاعتماد على مجالس رسمية مستأنسة ليس لها رأي؟ فالتعليم مسؤولية وطنية والشراكة حق للوزير والجمهور معًا.
٢- قلت حين تولى د. عزمي مسؤوليته الثانية في الوزارة: إنه صار أكثر وعيًا، وأكثر نضجًا خاصة بعد خبرته في المركز الوطني للمناهج وتفاعله مع خبراء حقيقيين، وأذكر أنني قلت له: نجاحك في المناهج سيعبّد لك طريق الدوار الرابع! وأعتقد أنه يقترب، وكان من الممكن ذلك لو....، ولكنه اكتشف طريقا أقصر.
المهم قدم د. عزمي عرضًا ناجحًا وإجابات تظاهر طالبوها بأنها مقنعة، فكان كل شيء واضحًا، وكان معاليه ملمّا بتعقيدات عديدة!
٣- كان بودي لو حضرت مباشرا أن أقدم ما يأتي:
أولًا- إن التطوير التربوي يبدأ من المدرسة ومعلميها، وأن هؤلاء هم سقف أي إصلاح، ولذلك هم نقطة البدء والسقف، وهذا ما لم يتوافر في أي إصلاح جرى الحديث عنه في الندوة.
ثانيًا- إن تغيير شكل التوجيهي ليس تطويرًا كافيًا؛ فعلى سبيل المثال إن بناء بنك أسئلة ليس مهمًا، بل المهم تغيير نوع الأسئلة، وماذا تقيس، ولا قيمة لامتحان لا يقيس أهداف التربية كما وردت في قانون التربية والإطار العام للمناهج، وليس ما في الكتاب!!
ثالثًا- إن حسابات المواد في التوجيهي وفق التخصص المطلوب، وإهمال المواد الإنسانية لمن سيدخل الطب مثلًا هو أمر خطير جدّا، إذ ربما يعرف معالي الوزير أن الطبيب يحتاج المواد الإنسانية ربما أكثر من حاجته لتقنيات الطب، فالطبيب إنسان ويعالج الناس، وعليه أن يعي طرق تفكيرهم وخلفياتهم الثقافية وحتى معتقداتهم.
لقد ذكر د. كامل العجلوني أن الخطة الدراسية لمستشفى بغداد التعليمي في العهد العباسي احتوت على الموسيقى، والفنون، والمواد الإنسانية.
ويعلم معالي د. عزمي أن خلوّ مناهج الطب من العلوم الإنسانية، واقتصارها على المواد الطبية جعل من الأطباء الأكثر ضعفًا ثقافيا، وأكثر استهواءً للفكر المتطرف، ونظرة سريعة إلى أطبائنا تكشف أن طبيبًا يذهب إلى شخص خريج صف سادس يستفتيه في بديهيات أمور حياتية مثل: هل يمكن أن نعزي في شخص غير مسلم؟ أو هل قانون حقوق الأطفال يهدف إلى تدمير الأسرة؟!!!
رابعًا- إن دمج الطلبة (الأدبي والعلمي) معًا يتطلب بالضرورة تغيير المناهج والكتب، فبعض الكتب الحالية تم تصميمه للعلمي وبعضها للأدبي؛ فأي الكتب سيدرسها الطلبة المندمجون؟
خامسًا- والسؤال الكبير ورد على لسان دكتور مروان المعشر:
هل هدف التربية تنمية شخصية المواطن؛ ليعيش في عالم متغير، أم إعداده لسوق عمل متغير وغير معروف؟
أما سؤالي أنا وهو قريب من سؤال المعشر، فهو هل كل ما قيل عن خطط يمكن أن يؤثر على تفكير الطلبة، ونوع حياتهم؟ هل له علاقة واضحة بما يجري في الصف؟ وربما كنت أسأل ما سأله الحباشنة: ماذا عن ثقافة المعلمين!!