زارني على حين غفله زائر غريب في مهمة خطرة امس، وسيم انيق رقيق اضافة الى انه دمث ولطيف، لم أرَ مثله من قبل، وكنت الهو وقتها كعادتي بكومة مني الحجارة.وبجانبي ورقة وقلم وعلى مقربة من كتاب.
قال الا تريد ان تتولى منصب ما؟.
قلت بلى.. اني في الحقيقة اريد.
سألته من انت ؟.
قال لا عليك مني .
واردف قائلا: انك تمتلك القدرة على الكتابة الصحفية وحسن التعبير، ولقد قرأ لك مئات المقالات في الصحف الورقية اليومية والوكالات الاخبارية ،وانت نشط في هذا المجال. وكنت ضابط امن كبير، وما عليك الا استغلال هذا النجاح في الوصول الى منصب عال وتحظى باهتمام كبير .
قلت: كيف؟.
كان مباغتا وقال: "سحج".
قلت: لا اعرف.
قال : حاول يا "هبيلة" هذا موسم التسحيج والمناسبات كثيرة .. واذا لم تستطع افعل العكس، هاجم وانتقد ،اكتب بسقف مرتفع يلفت الانتباه.
دنا مني وربت على كتفي "صحح قبة قميصي"، ثم استأنف قائلا وهو يضع يده على ركبتي مثلك فعلوا مثل هذا وها هم اليوم يتقافزون على اعلى المواقع ويهيمنون على وسائل الاعلام تحت اقنعة الولاء والانتماء والمواطنة،وكلهم تلاميذي.
قلت: سأجرب.. اصابني الوسواس الخناس وجربت وفشلت في كتابة حرف واحد.
قلت له: لقد جربت وفشلت فذلك ليس من طبعي، ولكن قل لي من انت؟.
قال انا الشيطان.. "ابليس ما غيرو".
طردته ورشقته بوابل من الحجارة، وهنأت نفسي بهذا الفشل العظيم.